المحقق |القائمة الكاملة لفلول الدعم السريع | ياشعب يا طيب حتى لاتخدعك المليشيا بكذبة محاربة الحركة الإسلامية | حين يصبح الولاء للقبيلة فوق الولاء للفكرة: “ 1_2
عاجل نيوز
المحقق – عزمي عبد الرازق
لم يعد سراً الحديث بأن ميليشيا الدعم السريع كانت في مبتدئها صنيعة إنقاذية، نشأت وترعرعت في كّنف من تسميهم اليوم بالفلول، أو الكيزان، إذ أن الحقيقة التي يصعب مواراتها أن قادة الصف الأول والثاني وربما الآخير من الدعم السريع، كانوا من أشد العناصر تطرفاً في صفوف حزب المؤتمر الوطني، بولايات دارفور وكردفان، حد أن حميدتي نفسه، كان بمثابة حارس بوابة نظام الإنقاذ، في أيامها الآخيرة، أو ما تسميه حاضنته السياسية (النظام البائد)، لكن دقلو قرر هكذا، دون وجه حق، أن لا يبيد نفسه مع النظام البائد ، ويتنكّر ويغدر بمن جاء به من البدو، وجعله قائداً للدعم السريع، تزين كتفه النياشين!
أقتلوا أنفسكم
قائمة فلول النظام السابق في الدعم السريع تتجاوز الخمسمائة شخص، من بينهم قادة سابقون في الدفاع الشعبي، ووزراء سابقون في الحكومة المركزية، وولاة ولايات، وأعضاء في مجالس تشريعية، معمظهم، إن لم يكن جميعهم، يحملون بطاقة عضوية المؤتمر الوطني، بمن فيهم حميدتي نفسه وشقيقه عبد الرحيم دقلو، ما يعني عبثية حربهم على الدولة، والتنكّر للماضي القريب بلا قربان، أو توبة تستدعي منهم على الأقل أن يقتلوا أنفسهم عوضاً عن قتل الآخرين.
أبرز الشخصيات
أبرز تلك الشخصيات هو حسبو محمد عبد الرحمن، الذي تقلد أرفع المناصب في الدولة، وكان نائباً للرئيس السابق عمر البشير، وآخر المواقع التنظيمية التي أُوكلت إليه، هو موقع نائب الأمين العام للحركة الإسلامية، لكن الولاء للقبيلة كان أكبر من الولاء للفكرة والجماعة السياسية لدى حسبو، ولذلك انتهى به الحال في حضن الميليشيا التي مكن لها، من خلف الكواليس، بصفة مستشار لحميدتي، بل تشير بعض التسريبات إلى أنه أحد الذين خططوا للإنقلاب على الدولة، وكان يعمل سراً لجعل قوت الدعم السريع بمثابة الجيش البديل، وضمّ إليها أحد أنجاله، لحماية سلطة آل دقلو، برافعة قبلية، سيما وأنه كان في السابق مسؤولاً في الأمن الشعبي كما جاء في عدد من التقارير الصحفية، وقد استغل علاقاته واطّلاعه على أسرار الدولة لإنجاح مخطط الاستيلاء على السُلطة بالقوة، لكنه أخفق، وانكشف عنه غطاء الخيانة، ما دفع الحركة الإسلامية السودانية في أبريل الماضي – وبعد تحريات دقيقة – إلى إسقاط عضويته من التنظيم، حيث اتهمته بـ”الانحراف عن مبادئ وأهداف الحركة وانضمامه لمليشيا الدعم السريع”.
مع الفلول وضدهم
أما عبد الرحيم دقلو قائد ثاني الميليشيا فكان من أكثر العناصر دفاعاً عن المؤتمر الوطني، وتدرج قليلاً في العمل التنظيمي، حيث عمل بقطاع الطلاب في ولاية جنوب دارفور وكذلك بالعاصمة الخرطوم، وكان إبّان مفاصلة الإسلاميين الشهيرة أقرب إلى حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الراحل الدكتور حسن الترابي، إلا أن نزعته للسُلطة دفعته للتراجع، ومن ثم تقديم فروض الولاء والطاعة للحزب الحاكم. بينما عادل دقلو، الشقيق الثالث لقائد التمرد، فصورته لا تزال معلقة في جدران وزارة السياحة وزيراً للدولة في أواخر حكومات للبشير، إن لم تكن قواته، التي احتلت الوزارات والأعيان المدنية عنوة، قد أخفتها لتخدع الناس بأنها تُحارب (الكيزان).
دون مواربة يمكن دمغ مدير استثمارات الميليشيا القوني حمدان دقلو بتهمة (الفلولية)، التي حاول أن ينسل منها برمي الآخرين، وبين أيدينا سيرة نشطة له في العمل الطلابي بولاية جنوب دارفور، مثله ومحمود ود أحمد رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني دورة 2017، وهى الدورة قبل الأخيرة قبل سقوط نظام البشير، في الذاكرة أيضاً الفاتح قرشي المتحدث الرسمي باسم المليشيا، والذي كان كادراً طلابياً في جامعة غرب كردفان، وكذلك نائب أمين أمانة المنظمات بالمؤتمر الوطني ولاية شرق دارفور قبيل أن يتم أستيعابه بالدعم السريع في 2019، هو وموسى خدام بتوصية من حسبو عبد الرحمن.
التطرف المصطنع
ليس بعيداً عن ذلك ترنو صورة علي مجوك مستشار قائد الميليشيا الإرهابية، والذي كان يشغل في السابق منصب وزير الدولة بديوان الحكم الاتحادي، ومثله كذلك موسى خدام مستشار حميدتي الحالي، والذي عينه والي وسط دارفور السابق الشرتاي الراحل جعفر عبد الحكم معتمداً بالرئاسة في العام 2017، لكنه هو وعلي مجوك والفاتح قرشي والباشا طبيق، أصبحوا اليوم أعلى الأصوات التي تهاجم الإسلاميين، بصورة تبدو غريبة، وهى على الأرجح، للتعمية، وإرضاء الكفيل، وصرف الأنظار عن ماضيهم السياسي .
ربما كان مفاجئاً أن اللواء عصام الدين فضيل مسئول الظواهر السالبة في الميليشيا المتمردة، لم يكن بعيداً عن الحاضنة التنظيمية، قبل أن تجرفه الحاضنة الاجتماعية، إذ كان يحتفظ لوقتٍ قريب بمقعده المُجَنَّح في اتحاد الرُّحل بالمؤتمر الوطني.