عاجل نيوز
نعمات عبدالحليم
رغم إمكانية الراقص وموهبته الخطيرة والفذة على إجادة الرقص على رؤوس الثعابين أو الأفاعي إلا أن الثعابين مؤكد
سوف تلدغك إن لم تحذر؛ والسياسي الشاطر هو من يجيد هذا الرقص وهو حذر حتى لا يلدغ.
الإمارات متورطة في هذه الحرب بلا شك وهي سبب هذا الدمار والخراب والقتل والتشريد والسحل والتنكيل وسفك
دماء الشرفاء والإغتصباب وكل الفظائع سببها الإمارات؛ وكل
العالم يعرف ذلك وكل مراقب أو غير مراقب يعرف هذه الحقيقة.
الدولة السودانية قدمت شكوى رسمية في مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات؛ والقيادات العسكرية إنتقدت موقف
الإمارات الداعم لمليشيا ال دقلو الإرهابية؛ إذن الكل يعلم
ومتفق على أن الإمارات هي سبب هذه المعاناة التي يعيشها
وطننا الحبيب.
في الآونة الأخيرة بدأ المشهد يتغير وخصوصاً المشهد السياسي العالمي والإقليمي، والسودان حاول مراراً وتكراراً
تفعيل التفاهمات العسكرية مع روسيا؛ هذا ما أوجع المجتمع
الدولي وخصوصاً أمريكا والإمارات وهذه الأخيرة هي ربيبت
إسرائيل وطفلها المدلل.
هذا المشهد تغير تماماً بعد ذلك والدليل على ذلك زيارة أبي أحمد للسودان وأبي أحمد هو أبن الإمارات وهو كذلك أبن مهم جداً
وهو الطرف الثالث مابين الإمارات والسودان؛ أي هو الوسيط
في المكالمة ما بين الرجلين.
محمد بن زايد هو من أتصل على برهان وهو من قدم التنازلات وهو من اعتذر بصورة غبر مباشرة
ولكن يبقى السؤال لماذا هذا التحول الإماراتي حيال الحرب في السودان في هذا التوقيت؟
يكمن هذا التحول لعدة أسباب من ضمنها:
أولاً:
رغم قوة وصلابة المليشيا المتمردة الا أنها فشلت في إستلام السلطة وفشلت كذلك في السيطرة العسكرية طوال فترة الحرب. فشلت المليشيا في السيطرة على سلاح المدرعات وسلاح المهندسين وسلاح الإشارة ومنطقه وادي سيدنا العسكرية، فشلت المليشيا في أن تسيطر على شمال دارفور
أي الفاشر وكل ما خطط لها عسكرياً من قبل الإمارات فشلت فيه المليشيا.
ثانياً:
فشل الغطاء السياسي للمليشيا وكذلك فشل الخطاب السياسي والمظلة الإعلامية في تحقيق دورها السياسي
كغطاء سياسي وإعلامي للمليشيا واقصد بهم
قحت/ تقدم.
هؤلاء رسم لهم دوراً سياسياً وإعلامياً لكن ممارسات المليشيا
ونهجها البربري أفشل دور تقدم وأحرجهم وقلل من شعبيتهم
فأصبحوا بلا سند شعبي.
ثالثاً:
إطالة الحرب وإستمراها يؤكد دعم الإمارات لها ويكشف حقيقة هذا الدعم اللوجستي كل صباح؛ وهذا التمويل الإماراتي الذي تكشف للناس عامة أحرج الإمارات وأصبحت
الإمارات هي سبب العنف والتحريض في السودان.
أخيراً:
تخوف المجتمع الدولي من تقارب السودان مع روسيا لذلك القوى الخارجية أمرت الإمارات ومساعديها بالتوقف عن دعم الحرب في السودان ودعم المليشيا الإرهابية؛ لأن تدخل روسيا ستكون عاقبته وخيمة على العالم أجمع.
السياسة هي فن الممكن والعلاقة التي تربط دول العالم مع بعضها البعض هي البرجماتية التداولية؛ صديق الأمس هو عدو اليوم والعكس صحيح.
وبذلك يكون برهان قد أجاد اللعب على رؤوس الأفاعي.
حرب السودان على مشارف النهاية والغلبة للجيش السوداني
القومي.