عاجل نيوز
تعاني شاد من أزمات داخلية بفعل هشاشتها السياسية والعسكرية وسيارة القبيلة علي مفاصل الدولة ،
وياتي قرارها بنشر قوات على حدودها مع السودان، رغم دعمها السابق لمليشيات الدعم السريع عبر الإمارات،
التي استخدمت مطار أم جرس لنقل المعدات وأقامت مستشفى لعلاج جنود الدعم السريع؛
فإذا نظرنا في دوافع تشاد لاتخاذ هذه الخطوة، سنجد أن التدخل السابق في السودان كان قراراً كارثيا، حيث خلقت تشاد بيئة خصبة لأعدائها الداخليين، تدخلها في السودان لم يكن سوى مقامرة غبية، وستدفع تشاد ثمنها عاجلاً أو آجلاً.
فتشاد ️بدخولها في الصراع السوداني، قدمت الفرصة المثالية للمتمردين التشاديين لتعزيز قوتهم واستغلال الوضع المتدهور ،
هذا التحرك يأتي نتيجة لضغوط دولية متزايدة وخوف حقيقي من انتقال الصراع إلى أراضيها ، والجماعات المسلحة
مثل حركة FACT وجماعة بوكو حرام تمثل تهديدات مباشرة للحكومة التشادية. حركة FACT كانت المسؤولة عن مقتل الرئيس إدريس ديبي في 2021،
وهي لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا للحكومة الحالية بقيادة ابنه محمد إدريس ديبي، وتسعى للإطاحة به باستخدام القوة.
وجود حركة FACT على الحدود الليبية وسهولة حصولها على الأسلحة والدعم الخارجي يجعلها قوة لا يستهان بها،
ناهيك عن وجود مقاتلين من الحركة في صفوف ميليشات الدعم السريع في السودان، وقد ظهروا في عدة فيديوهات تؤكد ذلك.
ربما الآن بدأت حكومة ديبي تستشعر حجم الخطأ الذي ارتكبته بمشاركتها في حرب السودان، والتي أصبحت بيئة مثالية لتجمع معارضيها وزيادة قوتهم.
شاد تخشى من تسلل المقاتلين والأسلحة إلى أراضيها، مما سيؤدي إلى تفاقم زعزعة استقرارها الداخلي، خاصة مع وجود مليشيات الدعم السريع على الحدود.
كما أن تحركات الجيش الاخيره في غرب السودان ساهمت في نزوح الكثير من المتمردين”واحد اهداف المتمردين عربان الشتات كان دولة -العطاوة الكبرى-
التي تبدا من السودان وتمر بتشاد وتنتهي بغيرهما، فهم خطر متعاظم كتهديد مستقبلي ، بالاضافة لتدفق اللاجئين السابق ،
هذا الأمر يضع ضغوطًا إضافية على موارد وأمن تشاد، ما يجعل التحرك التشادي يعد محاولة لضبط أمنها وإرسال رسالة مفادها أنها لن تكون قاعدة خلفية للمليشيات
رغم تحالفاتها السابقة. بل وأكثر من ذلك، تشاد تحاول تفادي تكرار السيناريو السوداني على أراضيها، فهي ترسل رسائل لخصم قوي ومجهول قادر على استغلال وضعها الأمني الهش ودعم المعارضين الداخليين.
فربما ️هذا التحرك التشادي يعكس استشعارًا – متأخرا -لخطر أكبر يحوم حول هذه النقاط، خطر لم يتضح بعد
ولكنه يتراكم مع الوقت، فقد نرى تغييرات في سياسة تشاد تجاه السودان وملفات خارجية أخرى، في محاولة للنجاة من هذا الوضع المعقد الذي حشرت نفسها فيه.