عاجل نيوز
عاجل نيوز

خطة الجيش صامتة لكنّها ناجعه

عاجل نيوز

 

 

 

 

خالدة عبدالسلام

 

 

إذا أمعنّا التفكير في حرب الكرامة ، نجد أنّها معركة منفردة مختلفة المعالم و المعطيات ، هي حرب أعدت لها العدة و العتاد ، لتستهدف وجود الشعب السوداني بقيمه و موروثاته الثقافية و الحضارية و الاجتماعية ، تستهدف هويته و تركيبته السكانية ، تستهدف تاريخه و حاضره و مستقبله ..

 

 

كل هذا التكالب الذي أُعدّ له إعداداً بشرياً ضخماً ، هزم أمام جيشنا شر هزيمة و كان الله من وراء القصد ، و من وراء الرمي ، فهزموا بتقديراً ربانياً كيف لا ! و هو الذي لا يخلف عهده لمن صدق النية و التجأ اليه بصدقه .. فكانت الرمية رميته و الهدي هديه ، و لان التوكل يقابله فعل ، ففي تقديري و تحليلي الشخصي ، فقد وفق قيادة جيشنا الأبيّ ، بوضع خطة صامته لكنّها ناجعة و فاعلة و واضحة لكل صاحب بصيرة و تبصر ..

إستنزاف للقوة بحيث تضغط في محور و تؤجل محور آخر … الخ

تنفيذ مرحلة الدفاع مع الإستنزاف و قطع الامداد ، هي الأنسب من أن تدخل في مرحلة الهجوم و الحسم الذي لم تكتمل ظروفه ..

تمنحهم مساحات للتمدد ، فالهدف الاستراتيجي الأكبر هو القضاء عليهم ، و ليس الانتشار على الارض ، دع لهم الارض و فتت و دمر تكتلهم ، فليس المنطق أن تضيق عليهم و هم في كامل قوتهم العسكرية ، الأمر نسبة و تناسب ، امنحهم مساحات للتمدد و أقضي عليهم بالتجزئة ..

 

عباقرة القوات المسلحة عبر خطتهم الفريدة و البديعة حولوا هذه المليشيا بترسانتها الضخمة و عتادها الكبير و التي تكاد تكون تماثل جيوش عدة دول مجتمعة ، من قوة صلبة إلى قوة سائلة فاقدة للبوصلة و القيادة مشتتة الفكر ، قطع الامداد و تدمير المخازن و قتل و تشريد القيادات ، بل بعضهم جاء صاغراً مستسلماً ، استدراجهم مرة اخرى من الاحياء ، و منحهم فرصة للانتشاء بانتصار وهمي مزيف ، فكانوا كمن يضع رطل من السكر في النيل و هو يظن واهماً انه استطاع توفير مشروباً يكفي لآلاف الاشخاص ، انتشروا و فقدوا ميزة القوة منخدعين بنصر وهمي يصاحبه بروباغندا اعلامية ضخمة ، اصابنا منها بعض العدوى فصار البعض أبواغاً لهم دون ان يدرى ، يمارسون النقد بغبن شديد ، متناسين أن العدو لم يدخل غازياً يسهل صده ، بل هي قوات كانت متموضعه ، هي ليست متحركة لتستلم مواقع انما هي موجودة في كل المواضع الاستراتيجية سلفاً ، بل انهم احكموا القبضة عبر تجهيزات فنية مختلفة و دقيقه ، مثل توفير هيكل ضخم بالآلاف من عناصر مدنية في كافة الاحياء ، توفير مخازن سلاح في الاحياء و المزارع اي خطوط إمداد لأطول فترة دون انقطاع ، شراء ذمم ، توفير جيوش و مرتزقه من دول عدة توفير سند سياسي محلي و دولي و إعلامي كلها مسخرة لكسب المعركة ، كل هذا و اكثر جميعها ابطل سحره امام خطة جيشنا و قيادته ..

 

ادارة الحرب بمنطق ( الرجالة ) فقط ، بمعزل عن أي معطيات أخرى يبدو كانها سذاجه ، و نحن و بحمد لله لنا قادة ذو ذكاء و دهاء و حنكة و صبر على النتائج ، فادارة الحرب عموماً و هذه الحرب تحديداً ، تحكمك حقائق و معطيات الواقع و ليس الأمنيات و المفروض و نحوها من توجيهات ( الميديا و ما يدور في مجموعات الواتس و الفيس بوك) و التي تقودها الحماسة و قلة الدراية و المعرفة ، فهذه الحرب ادخل في تنفيذها عتاد يحرق أفريقيا بأكملها ، القراءة الموضوعية تقتضي تتبع خطة الجيش و تتبع مسار الحرب و ليس آثارها ..

 

خطة الجيش ، تعمل باضطراد على جعلهم في جزر معزولة ، مقطوعة عن اي إمداد او فزع استراتيجياً انتهت المليشيا وستخرج بالقوة او الاستسلام وما يدور الآن اصرار وغباء من داعميهم وقادتها..

لا تلتفتوا لابواغهم و اعلامهم المأجور و تذكروا ما كانت عليه المليشيا سابقاً تحاصر مواقع الجيش وكان قائدها يتوعد بالقبض على قادة الجيش خلال ساعات ، و الآن قواتنا تتقدم و تهاجم ف الأرض و تكبّد المليشيا خسائراً يومياً سلاح الجو عمليات تحييد و استنزاف حاسمة تعمل قواتنا بتنسيق واستراتيجيات متنوعة لتدمير العدو بالكامل ، قريبًا و قريبا جدا .

وفي وقت محدد ستنهار المليشيا بالكامل في محاور متعددة في أوقات متقاربة ، نحمد الله ان رزقنا بمثل هؤلاء القادة الذين وضعوا خططاً و وسائل لكسب هذه الحرب باقل الخسائر ، مستثمرين فيها الإمكانيات المتوفرة حق ان يسطرها التاريخ و تسجل و تدرس في الأكاديميات العسكرية ..

 

 

 

فأبشروا بنصر الله القريب و فتحه ، و تأييده ، هاهي الانتصارات تتوالي و العدو مهزوم مهزوم ، ابشروا فان الخطة صامتة و لكنها ناجعة و ذكية و ستشفي قلوب قوم مؤمنين

سدد الله الرمي و ثبت الاقدام

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.