عاجل نيوز
دكتور علي الكرار هاشم
لبيت البارحة دعوة، من قبل السيد مايكل راتني السفير الأميركي لدى السعودية، لحضور حفل الاستقبال الذي نظمه القسم الإعلامي في السفارة، بالتعاون مع مكتب التواصل الإقليمي في دبي التابع لوزارة الخارجية الأميركية، وذلك ضمن عدد من الإعلاميين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة.
انتهزت بشكل شخصي هذه المناسبة، وانخرطت في حديث خاص وساخن وصريح ومباشر مع الأمريكان كل على حده، ليس فقط للأخذ والعطاء معهم في الأزمة السودانية، وليس فقط لنقل وجهة النظر الحقيقية السودانية في شكل التعاطي الأميركي الرسمي تجاه الأزمة السودانية التي شردت السودانيين وحولتهم إلى نازحين .
بما يقدر بأكثر من 11 مليون نازحا ولاجئين بأكثر من 3 ملايين لاجئنا، بل لنقل الحقيقة الى الادارة الأمريكية ونقل احتجاج الشعب السوداني على التعاطي المنحاز للإدارة الأمريكية.
تحدثت بشكل مباشر وصريح لا لبس فيه، إلى كل من الناطق الرسمي الإقليمي للخارجية الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، السيد سام وربرج، والسيد مايكل راتني السفير الأميريكي لدى السعودية بالرياض، والسيد نائب المسؤول السياسي بالسفارة.
ونقلت لهم مطالب الشعب السوداني من أمريكا، لنقلها إلى أصحاب القرار في الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض، حتى لا يجدوا مبررا ليستخدموا سياستهم الازدواجية المعروفة، وتلويحاتهم بالعصا والجزرة لحكومات العالم.
وشددت عليهم في ضرورة تقصي الحقائق على الأرض كما هي، قبل أن يصبحوا رهينة لضخ المعلومات المضللة والكاذبة والملفقة من قبل الكنتونات والاستشاريات التي تتلقى مقابلها من كفيل الحرب ضد الشعب السوداني.
مع ضرورة توخي الحذر في الانسياق في مسار شيطنة الجيش السوداني وقيادته برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، ومساعديه ومعاونيه، في كابينة القيادة العسكرية العليا .
من رؤساء دول متعاونة مع الدعم السريع ومستشاريه ومعاونيه من “قحت” و”تقدم”، الذي يعلقون شماعة خيبتهم وفشل مشروعهم في في عبارات (الفلول – الكيزان – الإسلاميين – المؤتمر الوطني).
شرحت لهم بكل حيادية طبيعة الحرب الباطشة التي تقودها مليشيا الدعم السريع والمرتزقة من عرب الشتات ورعايا بعض دول الإقليم، بالتعاون مع 18 دولة من الإقليم وخارجه .
من ضمنها دولة عربية معروفة وسميتها لهم بالاسم حتى لا يكون هناك لبس في الموضوع، وهي ذات الدولة التي تفرغت للدعم اللوجستي الشامل عبر البر والبحر وموانئي في بعض دول الإقليم،
وذلك للدعم السريع ومرتزقته ومعاونيه من الحاضنتين السياسية والاجتماعية، لسحل وقتل وتشريد واغتصاب ونهب أملاك الشعب السوداني،
كالذي يحدث يوميا منذ ما يقارب العام والنصف في عدد من ولايات السودان في دار فور والخرطوم والجزيرة والنيل الأزرق وشرق الجزيرة وكردفان والنيل الأبيض ونهر النيل.
نقلت للمسؤولين الأمريكان بلا أي تحفظ، امتعاض الشعب السوداني من سياسية الازدواجية الأمريكية في قضيته العادلة ومحاولة التغطية السياسية والحماية للدعم السريع من خلال حماية حلفائه ومعاونيه،
خشية الوقوع في حبل المشنقة ومحاكمتهم وفق القانون الدولي في المحكمة الجنائية الدولية.
وشرحت لهم بما أن أمريكا هي الدولة العظمي والتي أعطت نفسها حق القيادة في العالم، فعليها أن تكون جادة في مسألة السودان وشعبه، وان تتخلى عن ازدواجيتها وتهديداتها،
وأكدت على أن المسألة واضحة وحلها يحتاج الى ساعة واحدة فقط، يتلخص في إلزام الإدارة الأمريكية الدولة العربية الممولة والداعمة للحرب والمتعاونين الآخرين .
ليس فقط بكف أيديهم عن دعم المليشيا والمرتزقة، بل بمحاكمتهم محاكمة علانية في أروقة الجنائية الدولية، والزامهم دفع كل التعويضات المادية والنفسية والأخلاقية والإنسانية، على كافة المستويات
.وجبر ضرر أفعال الاغتصاب والقتل والتشريد والنهب المسلح ضد الشعب السوداني.
كما أوضحت لهم التبصر بشكل حقيقي لقيمة (قحت) و(تقدم) وعضوية مستشاري الدعم السريع في كياناتها، ومدى جدية وعملية شعار (لا للحرب) والذي في ظاهر حق ولكن أريد به باطل،
دون أن تصحبه آليات نافذة لتحقيقها ليس فقط بمفاوضات وتوقيعات لا تغني ولا تسمن من جوع، ولكنها لتكون بالفعل شيئا مترجما على أرض الواقع .
إذ نحتاج إلى سودان خال تماما من المليشيا والمرتزقة ومن اي دور لهم ولمعاونيهم في المشهد السياسي أو العسكري في سودان الغد على الإطلاق.
وبعد أن علمت أن السفير السوداني لدى السعودية السيد دفع الله علي الحاج، سيكون له لقاء مع السفير الأمريكي بالرياض السيد مايكل راتني.
ذكرت الاخير وذكرت الناطق الرسمي للخارجية الأميريكة بمنطقة الشرق الأوسط، أن المبعوث الأميريكي السيد توم بريللو لن ينجح في مهمته ما لم يتجرد من الانحياز الأميركي ولن ينجح في مهمته ما لم يتحرر من الدوران في فلك الداعمين بالحديد والنار لمليشيا الدعم السريع،
ولن ينجح في مهمته ما لم يقم بزيارة فاحصة ومتفقدة للشعب السوداني من داخل السودان، لا أن يكتف بالتغريدات على السيوشال ميديا.
أو بعض المعلومات الكذوبة والمضللة من أبواق الدعم السريع، ولن ينجح في مهمته ما لم يزور السودان ويلتق بالسيد عبد الفتاح البرهان كرئيس لمجلس السيادة السوداني وقائد الجيش،
ولن ينجح لا هو ولا حتى الادارة الأمريكية في إدارة الملف السوداني ونيل رضا الشعب السوداني ما لم يفمهموا أن الشعب والجيش والحكومة في خندق واحد ومصيرهم واحد،
مع ضرورة معرفة أنه لا يستقيم وضع الدعم السريع كصنو مساو للجيش طالما هو مليشيا متمردة على مؤسسة السودان العسكرية الوطنية ، والتخلي عن عبارات الخلل الازدواجي البغيض ( حرب الجنرالين) أو(صراع الطرفين).
ذكرتهم كذلك، أن سياسة (الجزرة والعصا) الأمريكية التي تستخدمها مع حكومات بعض الدول بما فيها حكومات السودان السابقة،
وغالبا ما تصل بها إلى مرامها، لن تنجح هذه السياسة مع أسلوب النهج الإزدواجي الأميركي للتعاطي مع الأزمة السودانية، بسبب بسيط لأنه في هذه الحالة فإن أمريكا لن تواجه الحكومة السودانية وحدها أو الجيش السوداني وحده وإنما ستواجه الشعب السوداني بأسره لأول مرة،
لأن القضية حاليا ليس قضية الحكومة ومواقفها وإنما هي قضية شعب ووطن، فلأن نجحت(الجزرة والعصا) مع حكومة ما ربما تنجح ولكن لن تنجح في حالة مواجهة شعب كامل،
فالشعوب تصنع الحكومات وليس العكس صحيح، إلا في حالات استثنائية، ليس من بينها الحالة السودانية.
وللتاريخ والحق يقال، استمع إلي كل من الناطق الرسمي الإقليمي للخارجية الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، السيد سام وربرج، والسيد مايكل راتني السفير الأميريكي لدى السعودية بالرياض،
والسيد نائب المسؤول السياسي بالسفارة، باهتمام وتقبلوا انتقادي للادارة الأمريكية، والاحتجاج على ازدواجيتها ، وحماية حلفائها على حساب الشعب السوداني،
فوعدوا بنقل الحقيقية والدفع بها في الاتجاه الصحيح، وذكرتهم إن أرادت أمريكا أن تصنع صديقا استراتيجيا مفيدا فهو السودان والشعب السوداني، طالما تقبع أكبر سفارة لها في أفريقيا في الخرطوم، مع ضرورة احترام سيادة السودان وحقوق الشعب السوداني.
وذكرتهم أيضا بأن السودان ثري بموارده الطبيعية والبشرية كونه ثالث دولة في العالم مرشحة لملء ثلة غذاء العالم، فضلا عن ثرائه بالمياه الجوفية والنهرية والبحرية، وحدائق غلبا لكل أصناف المخلوقات في الأرض،
وأرضة خصبة ومشاريع زراعية بحجم دول، وحدائق حيوانات بحجم دول أيضا.، وعليهم فإن تعاطوا مع قضيته بعدل وجدية، سيكسبونه وشعبه،
وإلا فالخيارات مطروحة، وعليهم ألا يغضبوا حينما يجد السودان وشعبه ضالته في أقصى شرق العالم حيث سور الصين العظيم، أو في شرق أوروبا حيث موطن الصناعات الحديثة والصداقات القديمة، والشئ بالشئ يذكر.
وختمت حديثي لهم بأن الجيش والشعب والحكومة في خندق واحد وطرف واحد، فإن أرادت الادارة الأمريكية، أن تفهم أنه لابد لها أن تتعامل مع كتلة واحدة غير مجزأة،
لأن الحرب ضد الشعب والمجرم معروف والجرائم موثقة ومعروفة والاتهامات مثبتة، وأن تتخلى عن عبارة(طرفي الصراع) وعبارة صراع الجنرالين)،
إن كانت جادة وتسعى لكسب ود الشعب وحكومته وجيشه، لشراكة استراتيجية قائمة على حق السيادة وعدم التدخل في شؤون الغير.
وللحديث بقية
28 أغسطس 2024
جزاك الله خيراً فقد وفيت وكفيت، ووضحت الحقائق كاملة دون ( دسدسة او غتغيت) فما على الامريكان اذا كانوا جادين فعلاً ويبحثون عن الحقاىق إلا التجرد وبحث الاوضاع في السودان بأنفسهم بدلاً من تلقيها من دويلة الشر او من افواه اعضاء قحط وتقزم العملاء اعداء الشعب والوطن والدين.
لك كل التقدير والإمتنان.
اللهم انصر جيشنا على كل مرتزق وعميل خائن.