عاجل نيوز
محاولة مليشيا الدعم السريع بقيادة المتمرد حميدتي للسيطرة على الفاشر في دارفور، إذا ما ربطناها بتقارير عن الإمداد من خليفة حفتر والدعم الإماراتي،
تكشف عن ديناميكيات جيوسياسية معقدة في المنطقة. التحليل السياسي لهذه التحركات يظهر عدة أهداف واستراتيجيات مترابطة:
1. السيطرة على الفاشر كمفتاح إقليمي:
دارفور بوابة استراتيجية: السيطرة على الفاشر تعني وضع دارفور بالكامل تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع.
دارفور تُعد منطقة استراتيجية بسبب:
موقعها الحدودي: تشترك في حدود مع تشاد، إفريقيا الوسطى، ليبيا، مما يمنح حميدتي قدرة على التمدد إقليميًا.
مواردها الطبيعية: مثل الذهب واليورانيوم، والتي يمكن أن تُستغل لتأمين التمويل المستدام.
الفاشر كمركز إداري وعسكري:
الفاشر ليست فقط عاصمة شمال دارفور، لكنها مركز تاريخي مهم للإدارة والقيادة العسكرية، والسيطرة عليها تعني إضعاف الجيش السوداني بشدة في المنطقة.
2. العلاقة بين حفتر والدعم السريع:
الإمداد العسكري:
تقارير عن دعم حفتر لحميدتي توحي بمحاولة إنشاء محور نفوذ جديد يمتد من شرق ليبيا (برقة) إلى غرب السودان (دارفور)، مرورًا بوسط إفريقيا.
حفتر الذي يسيطر على الجنوب الليبي، قادر على تسهيل تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود، ما يعزز قدرات مليشيا الدعم السريع.
دعم إماراتي مشترك:
الإمارات قد ترى في حميدتي وحفتر حلفاء إقليميين لتحقيق أهدافها الاستراتيجية:
ضمان النفوذ على الموارد الطبيعية: مثل النفط الليبي والذهب السوداني.
التحكم في الممرات الاستراتيجية: من الساحل الليبي إلى البحر الأحمر، مرورًا بدارفور.
3. التأثير على المشهد السوداني:
تفكك الجيش السوداني: سقوط الفاشر سيكون ضربة قاصمة للجيش السوداني بقيادة البرهان،
مما قد يؤدي إلى انهيار جبهاته في الغرب. هذا السيناريو يعزز فرص مليشيا الدعم السريع في السيطرة الكاملة على السودان.
تحويل دارفور إلى قاعدة نفوذ:
المزيد من المشاركات
إذا سيطر الدعم السريع على الفاشر، ستتحول دارفور إلى منطقة نفوذ قوية يديرها حميدتي، مما يتيح له إقامة شراكات مع قوى إقليمية ودولية.
4. الأبعاد الإقليمية والدولية:
الأهمية للإمارات:
الإمارات تسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة من خلال استغلال الحلفاء المحليين مثل حفتر وحميدتي. السيطرة على دارفور تعني:
الوصول إلى الموارد الطبيعية السودانية.
إنشاء منطقة نفوذ تمتد من الساحل الليبي إلى غرب ووسط إفريقيا.
تقويض القوى المنافسة، مثل تركيا وقطر، التي تدعم أطرافًا أخرى في السودان وليبيا.
أثر على ليبيا:
إذا نجحت مليشيا الدعم السريع في السيطرة على دارفور، قد تُستخدم المنطقة كقاعدة خلفية لدعم حفتر
أو لضمان استقرار المناطق التي يسيطر عليها في الجنوب الليبي. العلاقة بين حفتر وحميدتي قد تخلق شبكة إقليمية تؤمن مصالحهم المشتركة.
5. لماذا الاستماتة على الفاشر؟
تعزيز شرعية الدعم السريع: السيطرة على الفاشر تعطي حميدتي مكانة كقوة سياسية وعسكرية مهيمنة في السودان، مما يعزز من قدرته على التفاوض دوليًا.
تحييد المعارضة المحلية:
السيطرة على دارفور تعني تدمير أي جيوب مقاومة في الغرب، مما يسهل على الدعم السريع بسط نفوذه في بقية السودان.
تأمين خطوط الإمداد: السيطرة على الفاشر تسهل الربط بين دارفور والجنوب الليبي (مناطق حفتر) وتتيح تدفق الإمدادات والأسلحة بشكل أكثر سلاسة.
الخلاصة
محاولة مليشيا الدعم السريع السيطرة على الفاشر ليست مجرد تحرك عسكري محلي، بل جزء من استراتيجية إقليمية أوسع تهدف إلى:
1.تحويل دارفور إلى قاعدة نفوذ إقليمية بدعم حفتر والإمارات.
2.استغلال الموارد الطبيعية وتعزيز الخطوط اللوجستية بين ليبيا والسودان.
3.تقويض الجيش السوداني وتغيير التوازن السياسي والعسكري في السودان.
إذا نجت مليشيا الدعم السريع في السيطرة على الفاشر، فإنه سيعيد تشكيل المشهد الإقليمي،
مما يضع السودان تحت نفوذ شبكة إقليمية بقيادة حفتر وحميدتي بدعم إماراتي، مع آثار بعيدة المدى على استقرار المنطقة بأكملها.
محمد الفاضل
