العميد الركن صديق البقاري يكتب لإبنه الملازم أحمد المتخرج حديثا من الكلية الحربية | كنت أمنى نفسى بحضور يوم فرحك و لكن شغلنى عنك جرح الوطن
عاجل نيوز
ابنى الغالى …
الآن وقد نضج الزرع و استغلظ و استوى على سوقه يعجبنا نحن الزراع و يغيظ كل خائن عميل يتربص بهذا البلد الدوائر …
مبارك لك الإنضمام إلى مؤسسة الرجال النشامى قائدا … كنت أمنى نفسى بحضور يوم فرحك و لكن شغلنى عنك جرح الوطن الذى نجتهد فى تضميد جراحه بالنفوس مراهما و بلسما.
إبني الحبيب… و أنت تدخل هذا المعترك فأعلم أنك ورثت ورثة ثقيلة من أبيك و أنا لن أتحدث عنها و سأترك الحديث عنها للأيام و ستقابل ذلك فى حياتك العملية …
ستجد من يحدثك عن الملازم صديق البقارى فى الجبهة الجنوبية وقتها …
و ستجد من يحدثك عن النقيب صديق البقارى فى جبال و وهاد دارفور
و ستجد من يحدثك عن الرائد صديق البقارى فى الصحراء الكبرى ….
و ستجد من يحدثك عن المقدم صديق البقارى فى حدود السودان مع تشاد من كريارى و كلبس و مسترى و كبار وجقمة و بيضة و أم دخن و أم دافوق
ستجد من يحدثك عن العقيد صديق فى جنوب كردفان و جبالها.
و ستجد من يحدثك عن العميد صديق فى معركة الكرامة و ما أدراك ما القيادة و محيطها …
فإن كان الذى سمعته أثلج صدرك فلله الحمد و المنة فالله الله فيه و إن كان غير ذلك فكل ما يتمناه الأب أن يكون الأبن خيراً منه.”