معركة في الذاكرة | تفاصيل معركة 2023/8/8 | التي غيرت معادلة حرب الكرامة ومهدت الطريق لتحرير أمدرمان .. 2_3
عاجل نيوز
معركة تحرير السوق الشعبي أمدرمان
أعدنا توزيع قواتنا ومواجهاتنا وتحركت جنوباً نحو الشعبي مع عدد 10 أفراد برفقة الأخ النقيب أحمد الفاتح عز الدين والأخ النقيب مجاهد والأخ النقيب محمد علي.
فوجدنا قتلى العدو و 2 من شهدائنا فبدأنا بإخلاء شهدائنا. ودخلنا لعمق العدو. وفي كل مرة نجد شهيد أو إثنين نخليهم ثم نتقدم. ومع كل هذا كنا نواجه نيران العدو وقناصته، لكننا قررنا أن نخلي شهدائنا أو نموت معهم.
▪︎ ونحن نخلي في الشهداء فإذا بي أجد الأخ والزميل الرائد زهير عبد الرحمن،، وجدته مستلقيا على ظهره ونظره إلى السماء كأنه يقول ها نحن قد متنا ميتة عز وكبرياء وكرامة دفاعاً عن شعبنا وأرضنا.
فتقطعت حينها من الألم، لكن لا وقت للعواطف فلا بد لي كقائد أن أصبر وأواصل في إخلاء بقية الشهداء وأوجه النيران على فلول المليشيا والمرتزقة.
وجدت زهير ومعه شهيد آخر، وفي أحد الأزقة وجدت جريح كاد أن يموت من العطش والنزيف فهو لا يستطيع الحركة والشمس كادت أن تحرقه،.
فقلت له لا تخف نحن أخوانك وسنخليك. وهنا حضر إلينا الأخ المقدم الصادق وقمنا بإخلاء الشهيد زهير وإخوانه..
وتقدمت قليلاً فوجدت 9 شهداء جميعهم في مكان واحد ووجدت جوارهم 2 من هلكى العدو. حملت شهيدين في عربة دوشكا ورجعت لتقاطع (ماجك لاند) لإحضار عربة حوض فعدد الشهداء كان كبير،
وقلت للسواقين (داير عربية حوض وسواق ما بخاف)،، فحضر لي سواق ملتحي طويل القامة يتبع للكتيبة الأولى (له العتب فقد نسيت إسمه) قال لي (أنا جاهز يا سيادتك قلت ليه المهمة صعبة ونحن داخلين جوة النار قال أنا بي هناك للنار بمشي معاك).
فتحركنا في وسط الرصاص ووصلنا لموقع الشهداء حاولنا إخلائهم فإذا بقناص في مئذنة مسجد بالسوق الشعبي يطلق علينا النار طلبت من الأفراد الذين معي الدخول إلى مبنى به ساتر جيد، أما أنا فلم أجد ما أحمي به نفسي من نيران القناص إلا (عمود كهرباء) .
م. الاعلام الحربي