عاجل نيوز
في كل ناحية من نواحي التاريخ ملتقى بسيرة عطرة من سير الملاحم التى سطرتها مدينة الفاشر ..
لأن هذه السيرة تخاطب الإنسان إينما إتجه إليه الخطاب البليغ من سير الأبطال والعظماء ..
وتثير فيه أقوى ما يثيره التاريخ البشري من ضروب العطف ومواقع العبرة والتأمل ..
فمنذ بدء معركة الكرامة تعرضت مدينة الفاشر العصية على التمرد لثلاثة وثلاثون ومائة هجوم ..
هذا غير التدوين والقصف العشوائي الذي طال هذه المدينة ذات التاريخ العريق بين كل هجوم وآخر ..
قصف لم يراعى فيه أدنى حقوق للإنسان والإنسانية ولم يسلم منه أي شئ كائن في هذه المدينة ..
حتى أنه لم يراعي لشيوخاً جللهم وقار الشيب أو فتياناً في نضرة العمر يحال بينهم وبين متاع الحياة ..
حتى النساء لم يسلمن من هذا القصف ولا دور العبادة ولا المرافق الصحية والخدمية وحتى مصادر مياه الشرب كلها أتلفت بفعل مليشيا غادرة وفاشية ..
كل هذا لم يمنح تلك المليشيا نصراً زائفاً يسرهم أو يفرح ممسكي ألجمتهم ..
لأن كل تلك الهجمات تكسرت دون عزم أبطال الفرقة السادسة والقوات المشتركة وكل القوات التي تقاتل دفاعاً عن مدينة الفاشر ..
حتى مواطنو المدينة حملوا ما إستطاعوا من سلاح وتقدموا الصفوف للزود عن أرضهم وعرضهم أن تمسها تلك الأقدام الآثمة التى قد تحيلها لخراب ..
حينئذ لن تجد المليشيا غير الهلاك الذي لا يكاد يفارقهم لحظة .. فهلك جل جنودهم ومعظم قادتهم فسالت دماؤهم الفاسدة تصبغ أرضاً طاهرة لتكون عبرة لمن يحاول المساس بها ..
ولعل قادة المليشيا الذين يسعون لتكرار تلك الهجمات لا يفكرون كثيراً قبل بدء الهجمات ..
وإنما يحشدون مرتزتقهم كما الأغنام ثم يأمرونهم بالإندفاع نحو الهدف ..
وإلا لما تعرضوا لكل تلك الهزائم التي تنم عن جهل بالحروب وجهل بتاريخ الصمود المسطر في تاريخ الفاشر العريقة ..
فهنيئاً لكل المدافعين عن الفاشر بباسلة رضعوها من أثداء أمهاتهم وغباء عدوٍ موروث من إجدادهم ..
[فقد يفتر العقل بعض حين وقد يفتر الخيال بعض حين ، لكن الذي لم يفتر قط ولا نخاله يفتر في حين من الأحايين خصام العقول وجدل الألسنة وإختلاف المختلفين) ..
تحياتي إلى الفاشر شعباً وجيشاً