عاجل نيوز
بهذه المناسبة نتوجه بالسؤال للاسلاميين ونقصد بهم بعض النخب الذين اصطفوا مع التغيير الذي حدث واستبشروا بعهد جديد من الحريات والعدالة والشفافية والحكم المدني
وساهموا بقدر كبير في إنجاح انقلاب 11 أبريل 2019 حتي قد قال أحدهم: أن ما رآه من حريات وعدالة في عهد هذه الحكومة لم يشهده طوال ثلاثين عام من حكم الإنقاذ!!
السؤال هو : هل هذا الحصاد الذي ساهمتم في غرس بذوره وسط الشباب الإسلامي هو ما كنتم ترجونه؟؟
لماذا صمت الشفيع احمد محمد عن تسجيلاته التي كانت تمثل خير زاد لليسار ؟ ولماذا تواري الكودة عن مداخلاته المنتشرة التي يتبرأ فيها صباح مساء عن حكومة الإنقاذ؟
أين مقالات الأفندي الرصينة في تشريح حكومة الإنقاذ والدعوة لازالتها لأن من يأتي يعدها لن يكون أسوأ بأي حال من الأحوال ؟
وأين ادعاءات عثمان ميرغني أن الكفاءات التي أتت بها ثورة ديسمبر غير المجيدة ستضع السودان في طريق النماء والانفتاح الدولي والرخاء الاقتصادي ؟
وأين كتابات د.التجاني عبد القادر عن تحالف العسكر مع الرأسمالية الكيزانية والتي تسببت في أزمات البلاد ؟ ..وأين …. وأين؟؟؟
صمت كل هؤلاء صمت القبور -مع كل الاحترام لمقاماتهم- لأنهم لم يحسنوا قراءة المشهد السوداني قراءة صحيحة ! وظنوا أن الأشياء هي الأشياء! وان الثورة هي ثورة حقيقية !
ولم يعلموا أن ما جري لم يكن إلا سيناريو خارجي بدأ يرسم منذ بداية عهد الإنقاذ…و ان السودان كان في عهد الإنقاذ يدفع ثمن الصدق مع شعاراته داخليا” وخارجيا”
…السودان كان يدفع ثمن وقوفه مع حماس ! وعدم قبوله والانخراط في مسار التسويات و الخنوع رغم بعض الأصوات التي كانت هنا وهناك تطالب بالتنازل والتصالح مثل ما يفعل البقية !
لا أحد يقول أن مسيرة الإنقاذ كانت مبرأة من الفساد وكانت صورة من الخلافة الراشدة…
لا أحد يقول أن إعداد مقدرة من الانتهازيين والوصوليين تغلغلوا في صف الحركة وبعضهم تقلد مناصب قيادية …لا أحد ينكر ذلك …
ولكن السياسي الحصيف يعرف أن هذه سنن الحياة وطبيعة البشر… وسنة التدافع ليست فقط في ميادين الحروب ولكنها أشد واصعب في نفوس البشر وأهواءهم !
سقطت الإنقاذ كما تمناها الكثيرون من داخل صف الإسلاميين! ولكن مع سقوطها سقط السودان: قيما” واقتصادا” وعدالة” وهيبة حكم …كل ذلك سقط …فهل اعتبر هؤلاء مما كانوا يفعلون ….
الله غالب ……
هل من مدكر
لعلهم يتدبرون
لعلهم يفقهون
لعلهم يتذكرون
سيهزم الجمع ويولون الدبر
باذن الله تعالي …..