عاجل نيوز
كانت لي وقفة طويلة مع النفس ومنذ زمن أمام إنتصارات الجيش في حرب الكرامة وأنا أتأمل فيها وأحصي عددها ولم أستطع ..
فأسأل نفسي وأراها كثيرة وأي إنتصار أعظم الآخر ..
وكان الجواب يحتاج للغوص عالم التكتيك الحربي والبحث في الكتب القديمة التي خرجت منها علوم التكتيك وإدارة الحروب ..
ولكن هذا الأمر يحتاج لسنوات وربما عمراً آخر ، ولكن آثرت أن أختصر في هذا المقال ما أستطيع كتابته عن بعض إنتصارات الجيش في حرب الكرامة هذه ..
صبر الجيش كثيراً على تفوهات العض التي تتسأل لماذا لا يهاجم الجيش في حين أن المليشيا ومرتزقتها لا تتوانى في ذلك ؟؟
بل أنها قد تشن عدة هجمات على الكثير من المواقع العسكرية في آن واحد مع تكرار تلك الهجمات بصورة شبه يومية ..
ولكن للذي لا يعلم ماهية الجيش السوداني تكثر تسآؤلاته أما الذي يعلم يلتزم الصمت ويراقب ما سيحدث ..
لأنه حتماً سيكون واثقاً ومتأكداً أنه في حينٍ ما ستشن قواتنا الباسلة هجوماً مباغتاً على مواقع المليشيا التى إحتلتها بالخيانة والمكر والحيلة ..
وفي الجانب الآخر هنالك من يهللون وتتهلل سرائرهم مع كل هجمة تشنها المليشيا المرتزقة على أي موقع عسكري للجيش
بل يتعدى الأمر أكثر من ذلك حين ترى الغبطة والسرور على وجوههم وحتى تصرفاتهم آملين ومتأملين سقوط ذلك الموقع بيد المرتزقة خائني العهد والوعد ..
حتى أن جلهم أو كلهم يسبق الأحداث ويبشر الآخرين بسقوط موقع ما دون أن يحدث ذلك ولكن آماله وتطلعاته سولت له قول ذلك قبل أن يفاجأ بإندحار مليشياته وهي تجرجر أذيال الهزيمة ..
فبدأ إنتصار الجيش منذ أن تصدى أفراد الحرس الرئاسي الذي شنته قوات التمرد على بيت الضيافة ..
حينها تبخرت آمال المليشيا في إستلام السلطة حينما لم تستطع من تحقيق مسعاها فتحولت منذ ذلك الوقت لقوات تدمير ونهب وسلب وإغتصاب
ومنذ ذلك الحين بدأ الجيش في إدارة معركة دفاعية ضد مليشيا مدعومة بكل أنواع الدعم الذي حول مقدراتها وقدراتها لقوة قد تضاهي جيوشاً في القارة الإفريقية ..
ولكن ولسوء حظ القوات المتمردة قادت هجماتها تلك ضد جيش لا يهزم بسهولة ولم نسمع أو نقرأ أنه قد هزم في حرب قد خاضها ..
فصبرت قواتنا المسلحة صبر الواثق بنفسه والعارف بمقدراته على كل الهجمات التي لا حصر لها وصدها بإقتدار لتحسب إنتصارات في رصيدها ..
فكل هجوم له غرض وعلى غرض وبالتأكيد الغرض هو دائماً ما يكون إحتلال لموقع ما ..
وعلى هذا المنوال فلنحسب عدد الهجمات التى شنتها المليشيا على مواقع قواتنا المسلحة ولم تستطع من تحقيق قصدها ..
مئات الهجمات على سلاح المدرعات والذخيرة الشجرة ومئات الهجمات على سلاح الإشارة والقيادة العامة كلها تكسرت بواسطة قواتنا المسلحة الباسلة ..
هجمات لا حصر لها على فاشر السلطان وبابنوسة القميرة والهجانة أم ريش كانت حصليتها هلاك الكثير من قوات المليشيا أفراداً وعتاد ..
تلك الهجمات التي صدتها قوات الفرقة 19 بمروي وزودهم عن مطار المدينة وطردهم لبقايا المليشيا بعد أن أهلكوا الكثير من القوات المتمردة التي هاجمت المنطقة ..
الكمائن التي نصبها أبطال الكدرو وحطاب والهجمات التى تعرضوا لها أدت لإهلاك عدد لا يمكن حصره من المرتزقة والمأجورين بآلياتهم وعتادهم ..
محاور الوسط في المناقل وتماسيح النيل الأبيض وسنار والدمازين ومحور الفاو والقضارف كم هجمة صدتها وكم هجوم نفذته
أدت إلى إبادة عناصر الملشيا بصورة لم يكن يتخيلها أحد حتى أنها أدت إلى كسر شوكتهم وإحناء رؤوسهم
فكل هذا يبين لنا صبر القوات المسلحة الباسلة المستبسلة على كل تلك الهجمات وصدها بحنكة ومعرفة كيفية إدارة المعارك الدفاعية ..
فإسلوب العدو المتخذ في هذه الحرب وسلوكه الغير قويم وعقله الغير سليم حتم على جيشنا إدارة كل هذه المعارك الدفاعية
لكسر عظم العدو وتدمير قوته الصلبة ومن ثم الإنقضاض عليه وتدميره كلياً وحدث هذا منذ تحرير الإذاعة ومستمر إلى الآن في عديد محاور القتال ..
ولا ننسى أنه حتى المواقع التي سقطت في أيدي العدو الآثم الغاشم دافع عنها الجيش لفترات طويلة وخاض فيها الكثير من المعارك وقدم فيها الشهداء وأصيب من أصيب وأسر من أُسر ..
وإنسحب منها حينما توفرت جميع أسباب الإنسحاب وكان لابد مما ليس منه بد ولم يكن ذلك الإنسحاب خوفاً أو جبناً ولكن ظروف امعركة هي من حتمت ذلك ..
حتى أن القوات التي إنسحبت من مواقعها إما أنها تحرفت لقتال أو تحيزت لقوات أخرى تقاتل معها ..
فهم جميعاً الآن موجودون في سوح القتال وميادين المعارك مع إخوتهم متقدمين الصفوف ..
وسيعودون يوماً ويحرروا مناطقهم التي فقدوها غدراً وخيانة وهم مرفوعي الرأس هاماتهم عالية وأعناقهم مشرئبة ..
وختماً من أراد أخذ شئ فعليه دفع الثمن .. فستدفع المليشيا ومرتزقتها ثمناً غالياً دون أخذ شئ ..