عاجل نيوز
لا يخفى على أحد إنشقاق العديد من الضباط أو تمردهم على مؤسستهم العسكرية ..
فمهما كانت مبرراتهم أو أسبابهم فهي لن تكون مقنعة لأحد مهما كانت ..
فالتمرد على الجيش يعتبر تمرد على الدولة وخيانة عظمى تستوجب الإعدام رمياً بالرصاص ..
لكن المدهش في الأمر وبالنظر لأسباب تمرد وإنشقاق العديد من الضباط لا تعدو كونها أسباب واهية ولا تقنع حتى أحمق ..
ولكن بالنظر إلى مكنون تلك التمردات والتعمق قليلاً في دوافعها فنجد أنها مادية بحتة وتحدث دائماً من ضباط نفوسهم ضعيفة وهشة باعوا ضميرهم بأبخس الأثمان ..
ولا نستغرب ذلك من أناس تاريخهم في العسكرية ملوث وملئ بالمخالفات والتهرب من المسئوليات ولا تتشرف العسكرية بهم
حتى الزي العسكري يكاد يفر من أجسادهم خجلاً وحياءاً من أن يرتديه مثل أولئك الخونة ..
فأحياناً تريد أن تشكر الله على طول أمد هذه الحرب لأنها يومياً تكشف لنا بعض الروث الذي كان يعيش وسط أشرف وأنبل الناس وهم إخوتي العسكريين ..
ولكن قطعاً لا أحد يريد الحرب ولا يحفل بها كائن من كان والكل يعلم ما تحيقه بنا ..
لكن ومن لطف الله بنا وبقدر ما حدث من دمار لكن كشفت لنا الكثير من الخونة وضعاف النفوس وهذا ما يسمى بالخير الذي يأتي من الشر ..
ولا أجد خيراً أكثر من إنكشاف أولئك الضعاف وخرجوهم من جسد طاهر أثقلوه بوبائهم وكادوا أن يقتلوه فهم كالبكتريا الضارة التي تعيش في جسد معافى ..
وبالرجوع للأسباب التي إدعى أولئك الخونة أنهم تمردوا لأجلها فنجدها ليست بتلك التي تدعو لتمرد ..
فمنذ متى كان على الأحدث أن يقيم الأقدم منه ويصفه بالفساد ؟؟
مع العلم أن العسكرية تجعلك مسئولاً عن مرؤسيك وليس عن رؤساءك ..
إذا كان هناك خلل في المرؤوسين فعليك أنت كقائد أن تعالج ذلك الخلل ..
فأما الرؤوساء فهناك جهات أعلى منك ومنهم مسئولة عن محاسبتهم وهذه مهمة لا توكل للأحدث ولا يجب عليه التحدث عنها اللهم إلا إذا كانت عسكريته ناقصة كما نقول في الجيش ..
وأكثر ما يؤلم في حديث أولئك المتمردين تشكيكهم في قادة الجيش ووصفهم بالفاسدين .
ولعمري أن هذا أمر في قمة عدم الإنضباط أو (الملكية) ولا يصدر من شخص حتى ولو كانت نسبة العسكرية فيه واحد في المائة ..
لكن هؤلاء المتمردين الفاسدين لم يتشبعوا بالعسكرية ولم يكونوا ينتمون لها طيلة فترة خدمتهم وإنما كانوا مجرد أناس يرتدون زياً عسكرياً ينتظرون آخر الشهر لصرف رواتبهم ..
فهذه ليست أخلاق العسكريين ولا صفاتهم التي نعرفها فالعسكري لا يبيع وطنه مهما أغروه بمتاع الدنيا الزائل ..
فأول من تمرد تحدث عنه أنه يتناول وجبة عدس ناسياً مقولة الشهيد الطاهر عبدالمنعم الطاهر (نحن خلقونا للتعب والأكل الكعب) ..
والآن يخرج لنا متمرد آخر يتحدث في مقطع لمدة أربعون دقيقة يرغي ويربد ويتفوه بكمات لا تخرج حتى من فم سكير
ويمثل أنه من الأشراف والنبلاء ويدعي ذلك وفي الحقيقة ما هو إلا خانع خائف مرتعد تم شراؤه بواسطة إمرأة ولا أحد يأسف عليه ولا يحفل به إلا المرتزقة أمثاله ..
فالمسيرة ماضية بدون هؤلاء المتمردين ولن تتوقف وسيتعافى الوطن بإذن الله كما تعافى جيشه من تلك السرطانات التي كانت تهلك جسده القوي ..
وأكاد أجزم أو أتيقن بأن كل الإنتصارات التي حقهها الجيش ولا زال يحقهها لم تكن لتأتي لو كان كل أولئك المرتزقة بيننا الآن وهذا كله بفضل الله ومنته علينا ..
وأكبر إنتصار للجيش هو إنكشاف زيف كل هؤلاء الخونة الذين كانوا بين أشرافه ونبلائه ..
فهنيئاً للجيش بذلك الإنتصار الذي لم يكلفه أدنى جهد وهنيئاً للوطن بالتطهر من أولئك لخونة والمرتزقة ..
(نصر من الله وفتح قريب)