عاجل نيوز
تشرفنا قبل أيام بحلول بداية العام الهجري وهو التاريخ الذي خرج فيه خير خلق الله سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم مهاجراً من مكة إلى المدينة وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، تمر علينا هذه الذكرى والقوات المسلحة ما زالت تفدي هذي البلاد بدماء شبابها دون من أو أذى .
هنالك عبر ودروس مستفادة نمر عليها ونضع تحتها الخطوط مقارنة بحالنا وواقعنا هذا ، أولها أن النصر والتمكين لا يتقيد بكثر عدد أو فئة فقد نزل الإسلام على النبي عليه الصلاة والسلام وحيداً فرداً في غار مظلم في بقعة جرداء وهي مكة لكن الله أراد له التمكين فشاع نوره الذي لن ينطفئ أبداً حتى قيام الساعة ففي كل بقعة يرفع الآذان بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله مدى الدهور والأزمان .
ثانيها بعد مضايقة المشركين للرسالة متمثلة في النبي وصحبه القلة قرر الهجرة إلى المدينة وما أريد أن أذكره الضيق الذي أحسوه وهم في الغار ، شخصين فقط وتبحث عنهم قبيلة كاملة سخرت كل جهدها لهم وأعلنت الجوائز لمن يخبر بهم ويدل عليهم وذلك يخبرنا أن أحباب المال وأرباب المصالح كثر وأن هناك من يفعل كل شئ لأجل المال وهذا واقع حالنا الآن وقد رأينا ما يفعله المتعاونين من باعوا أهلهم وأبناء بلداتهم وقراهم بفتات مال كان سبباً في تهجيرهم ونزوحهم وسلب أموالهم وأعراضهم ولكنه ملاقيهم فالديان لا يموت .
ثالثها أن هناك مصائب قد تحل بالإنسان لا يملك إلا الصبر عليها وإن كره ذلك ولنا في خير الخلق أسوة حسنة حين غادر داره مرغماً فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من أحب البقاع إليه هو وأصحابه فصبروا وصابروا وكمثال الصحابي صهيب الرومي رضي الله عنه فقد خرج وتبعوه ولما تمكنوا ناداهم أن سأدلكم على مكان مالي بمكة فهل تتركوني ولأنهم يعلمون أنه صادق رجعوا عنه وكان بإمكانهم قتله بعد معرفة مكان المال ولكنه الشرف والوفاء الذي توفر في كفار قريش وانعدم في مليشيا آل دقلو كلاب الإمارات فقال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد علمه بالقصة (ربح البيع أبا يحيى) .
رابعاً مواساة المسلمين لبعضهم البعض في المصائب فقد خرج المهاجرين بأنفسهم فقط دون مال أو متاع فكان ذلك اختبار للأنصار الذين تقاسموهم الديار والأموال فالمسلم أخ المسلم في السراء والضراء ومثل تلك الأزمات يجب أن توحد الناس وأن تكون الرحمة بينهم حاضرة ويجب أن نستصحب معنا ذلك في التعامل مع اخواننا الذين نزحوا من ديارهم ومدنهم بسبب تلك الحرب حتى ينجلي الموقف ويعودوا لديارهم معززين مكرمين .
خامساً أن لا ينقطع الرجاء والتعلق بالله عز وجل فمن كان مع الله كان الله معه وأعزه وأن الله قادر أن يبدل الحال فالنبي عليه الصلاة والسلام بعد أن خرج طريداً من مكة وبأضيق الطرق متخفياً عاد إليها على رأس جيش جرار دخلها من كل الإتجاهات دون مقاومة وكان له الخيار في تقرير مصير من آذوه وكذبوه ونكلوا بأصحابه فالله ينصر الحق وإن علا الباطل فالمليشيا المتمردة وان طغت وتمددت بعون الله إلى زوال والقوات المسلحة وخلفها شعبها يقفون في صف الحق دفاعاً عن أرضهم وعرضهم فالله ناصرهم و حاميهم .
الدروس والعبر كثيرة ذكرنا منها ما علا ذكره مثالاً لا حصراً فالصراع بين الحق والباطل أمدي وسرمدي لن يلتقيا ولن يختلطا والفائز من كان صاحب قضية وكان الله في عونه وسنده .
نسأل الله أن يعيده علينا والشعب السوداني يرفل في ثياب الأمن والأمان وموفور الرخاء والإستقرار.
رحم الله الشهداء.. شفى الجرحى.. رد المفقودين
العزة والرفعة والمنعة لقواتنا المسلحة الباسلة