عاجل نيوز
د. احمد ابوه يكتب
لقد تم التنسيق المسبق بين الدول الداعمة لحميدتى و بمساندة بعض الدول الغربية و بتأييد بعض المنظمات الأفريقية و الدولية لتقوم مليشيا الدعم السريع بانقلاب عسكرى لتستولى على السلطة فى الخرطوم وبعدها يتم تهجير الشعب السودانى و استبدالهم بعرب الشتات القادمين من دول غرب أفريقيا فى عملية تغيير ديمغرافى و بعدها يتم نهب ثروات السودان بشكل علنى لكن هذا المخطط لم يكتمل بسبب فشل انقلاب حميدتى فكان كالصاعقة على حلفاء مليشيا الدعم السريع حيث تبددت أحلامهم و ضاعت اموالهم الضخمة التى انفقوها فى التجنيد و التسليح لملشيا الدعم السريع فضلا عن هلالك عشرات الالاف منهم و هذا مما أدى ارباك حسابات حلفاء الجنجويد فلجأوا الى الخيار التفاوضى بصناعة منبر جدة لاجل انقاذ ما تبقى من مليشيا الدعم السريع حتى تتمكن من إعادة ترتيب صفوفها لتعود بخطة جديدة افضل من سابقتها .
اما الشق الاخر من الخطة تقييد القوات المسلحة لكى لا تحصل على السلاح و العتاد االحربى فصدرت العقوبات الأمريكية على منظومة الصناعات الدفاعية وهذا يوضح مدى الخبث الحفى لأضعاف القوات المسلحة بحرمانها من الحصول على اسلحة و مدخلات التصنيع الحربى و الغريب فى الأمر القرار لم يمنع الدول الداعمة للجنجويد من تقديم الدعم اللوجستى و الاسلحة لمليشبا الدعم السريع
.
بالرغم من هذه المؤامرة استمرت القوات المسلحة فى التفاوض و ابرمت اتفاقية اعلان جدة لكن مليشيا الدعم السريع لم تلتزم به بل امتنعت عن تنفيذه فى ظل صمت مريب من أمريكا و الاتحاد الافريقى وهذا توضح التواطؤ الصريح مع مليشيا الدعم السريع
بعد هزيمة مليشيا الدعم السريع فى جميع المحاور و تشتيت مرتزقتها فتحولت الى عصابات نهب مسلح واصبحت بعيدة عن تنفيذ اجندة جناحها السياسى (تقدم) ولم يتبقى اامامها خيار سوى انتهاج العهر السياسى بتحريض المجتمع الدولى وامريكا ضد القوات المسلحة لتمارس الضغط و الابتزاز عليها كى تعود الى منبر جدة بدون تنفيذ الشروط المتفق عليها مسبقا حتى يتم اعادة الشرعية لمليشيا الدعم السريع بغطاء سياسى يتمثل فى مجموعة( تقدم) لكن فشل هذا المخطط عند شروع الحكومة السودانية فى تفعيل الاتفاقيات العسكرية و التجارية مع روسيا وهذا مما أدى إلى قلق أمريكا و الحلفاء الاقليميين لمليشيا الدعم السريع لان دخول روسيا فى الخط يعنى قطع الطريق أمام الابتزاز الامريكى وكذلك توقف الضغوطات التى يقوم بها الاتحاد الافريقى و الأمم المتحدة ضد القوات المسلحة
ومن ناحية اخرى الدول المتحالفة مع مليشيا الدعم السريع لا تستطيع تمرير اى قرار ضد السودان فى مجلس الأمن فى ظل وجود الفيتو الروسى و الصينى وهذا يترتب عليه فشل مشروع دولة ال دقلوا و حلفاؤهم .
بالرغم من تعدد المؤامرات ضظ السودان صمدت القوات المسلحة و قدمت نموذج نادرا فى صفحات الاستبسال و التضحية و حققت نصرا كبيرا فى دحر معليشيا الدعم السريع و مرتزقتها وهذا يعنى فشل اختطاف الدولة السودانية و احتلالها.
ومن الإيجابيات الأخرى، استمرار السودان فى التعاون العسكرى مع روسيا يبدد احلام الطامعيين فى نهب ثروات السودان و كذلك يرغم أمريكا بتغيير نبرتها العدوانية نحو السودان و تستحول إلى منافس ايجابى لتجد فرصة للاستثمار فى السودان و رعاية مصالحها فى شرق أفريقيا و البحر الأحمر و جنوب الصحراء الكبرى .