عاجل نيوز
محمد أبوزيد كروم
-مدخل أول- إذا أرادت أمريكا والإمارات إنهاء حرب مليشيا الدعم السريع على السودانيين لفعلت منذ الأسبوع الأول، أو لمنعت إندلاع الحرب من أساسها.
ولكن الحقيقة أن هذه الحرب إندلعت بمباركة أمريكية إماراتية- وربما تتوقف بمباركتهما أيضاً ..
هل نسيتم الآلية الرباعية التي قادتها الإمارات وأمريكا مع بريطانيا والسعودية والتي أشعلت الحرب وفق خياراتها المحدودة (الإطاري أو الحرب )!! هل نسيتم سفير أمريكا جون غوديفري راعي الحرب في السودان!!
-مدخل ثانٍ- الآن أن أمريكا تسعى بكل ما تستطيع لجر حكومة السودان لمنبر جنيف وتغازل البرهان بالاعتراف به كرئيس لمجلس السيادة، وبالجيش كمؤسسة قومية تمثل السودان-
وتدين مليشيا الدعم السريع وتقر بأن لا مستقبل سياسي لها في السودان لما ارتكبته من جرائم وفظائع !! هل تعتقد أمريكا أننا سذج وسننخدع بما تقول!! ونفرح ونهلل له !! يا لها من سذاجة أمريكية!!
-إذاً- يطل السؤال لماذا الموقف الأمريكي الجديد والمتقدم؟!
الإجابة هي أن الإدارة الأمريكية والديمقراطيون ينظرون للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل ويرغبون في الوصول إلى السباق الانتخابي دون حمولة حرب السودان التي تتورط فيها دولة الإمارات بدعم وسلاح أمريكي وهذا مثبت وموثق..
-هنالك سبب آخر تعمل له الإدارة الأمريكية وهو تبرئة الإمارات من جريمة تدمير السودان المثبتة دولياً، الإمارات عملت مع اللوبي التابع لها داخل أمريكا وطلبت تنظيف سجلها من جريمة تدمير السودان وأمريكا تنفذ هذا الطلب الآن..
وهذا يوضح عرقلة أمريكا والإمارات لمنبر جدة وإفشاله سابقاً، ثم إحياء منبر جنيف الآن، وسويسرا هي الحديقة الخلفية لأمريكا، ثم تعهد أمريكا نفسها بعد ضغط السودان بأن جنيف هي امتداد لمنبر جدة .. إذاً ما الجديد!!
-أدخلت أمريكا الإمارات راعية حرب السودان كمراقب في مفاوضات جنيف وبررت ذلك بعد ضغط بأن الهدف تحويل دور الإمارات السلبي إلى إيجابي.. وهذا إحتيال وتلاعب بالمصطلحات..
إذا تم إعتماد الإمارات كمراقب في مباحثات جنيف بمشاركة حكومة السودان فهذا يعني أن الإمارات تحللت من جرائم حربها على السودان وهذا هو الهدف الحقيقي لهذه المسرحية .. فحذاري ثم حذاري..
-المضحك في الأمر أن الإمارات صدقت نفسها وأصبحت تتحدث كمراقب ودعت في جلسة مجلس الأمن الدولي أمس إلى منح تفويض للمنظمات الدولية لإدخال المساعدات عن طريق الحدود دون موافقة حكومة السودان!!
تخيلوا الصفاقة والسفاهة الإماراتية!! ثم أكثر من ذلك أن السفيرة الأمريكية ليندا توماس أيدت الطلب الإماراتي بإدخال المساعدات عبر الحدود دون موافقة الحكومة السودانية،
وربما لمر الطلب لولا الفيتو الروسي الذي استخدمه نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي.. لقد انقذتنا روسيا الصديق وقت الضيق من الشر الإماراتي الأمريكي!!
-تجدني معجب جداً بأداء وزارة الخارجية السودانية ووزيرها الحاسم حسين عوض ..
لقد كان رد الخارجية سريعاً وحاسماً وصافعاً لدولة الشر واعتبرت الخارجية السودانية ما فعلته الإمارات في مجلس الأمن “محاولة يائسة” للتنصل من مسؤوليتها في الحرب التي تشنها المليشيا المتمردة والمصنوعة والممولة إماراتياً –
وأضاف بيان الخارجية “أن الإمارات حال كانت حريصة على معاناة السودانيين، فالتتوقف عن تزويد المليشيا بالأسلحة التي يُقتل بها الشعب السوداني،
وطالبت الخارجية الإمارات بالكشف عن مليارات الدولارات من أموال الشعب الإماراتي التي أنفقتها في الحرب على الشعب السوداني- وكمية من (الردم) في بيان الخارجية الذي يعجب ويشفي الغليل .. الحقيقة أنه عندما حاولت الإمارات أن تستهبل وتصدق نفسها صفعتها خارجيتنا الباسلة
-إذا يبقى السؤال المطلوب – ماذا نفعل إزاء منبر جنيف إذا كان سيحقق لنا المأمول والمطلوب – طلباتنا محددة أن ينبني لقاء جنيف على تنفيذ مطلوبات إتفاق جدة الذي وقعته المليشيا بنفسها كاملة-
وألا تكون الإمارات مراقب – كيف للجاني والمجرم أن يكون شاهداً!! وأن تدفع الإمارات نصف ما دفعته للمليشيا للحرب، تدفعه لتعويض المتضررين من حربها – أي تساهل مع الإمارات هي جريمة يجب عدم السماح بها – أو فلتفعل أمريكا ما تشاء فماذا ستفعل فينا أكثر مما فعلت وماذا سنخسر أكثر مما خسرنا !!
جيشا واحد شعبا واحد