عاجل نيوز
سنعود قريبا -إن شاء الله – للخرطوم منتصرين بعد إعلان النصر المبين على الخونة المارقين، رضي من رضي وكره من كره، سنعود وتعود مع العودة الأيام الجميلة،
لمة الأهل والأصدقاء والأصحاب والجيران، والاجتماع الجميل في بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا وجامعاتنا وأسواقنا ومصانعنا،
سنعود إليك أيتها الخرطوم ملتقى النيلين بعد أن سُقِيتِ بدماء طاهرة قُدِّمت فداك، والقلوب تتشوق للقياك،
سنعود إليك عودة الأسود إلى عرينها بعد أن لقَّنَّا العدو درسًا قاسيًا لن ينساه، سنعود إليك وقد عرفنا الصديق والعدو، والقريب والبعيد،
سنعود لنضمِّد جراحك بنفرة كبرى للتعمير كما كانت نفرة التحرير
نفرة المهندسين لإصلاح الطرق، والكباري، والكهرباء، والمياه، والاتصالات، والشوارع، والحدائق..
نفرة الأطباء لمعالجة الجرحى والمصابين وتعمير المستشفيات والمراكز المدمرة..
نفرة التعليم لتعمير المدارس والمعاهد والجامعات، والعمل طيلة أيام العام لتعويض السنوات الضائعة..
نفرة الشرطة والمباحث والأمن والقضاء للقضاء على كل مظاهر الفوضى والانفلات الأمني..
نفرة المنظمات والجمعيات؛ لإيواء ومساعدة كل الفقراء، والمحتاجين، واليتامى، والأرامل..
نفرة إعمار المساجد. بما يملأ القلوب إيمانًا وشكرًا للذي قهر عدوَّنا وثبَّت أقدامنا وكتب لنا النصر المبين..
نفرة المصانع لتعود في إنتاجها أقوى، وأجود، وأكثر تطورًا، ودقة..
نفرة الموظفين لإعادة المرافق والمعلومات والسجلات، بما يحفظ الحقوق ويجوِّد الأداء..
نعود لنكرّم أبطالنا، ونكتب سجلَّ شهدائنا، ونداوي جراحنا، ونرسل رسالة شكر لأهلنا وجيراننا الذين آوونا وأكرمونا..
نعود وثقتنا بالله، وتوكلنا على الله، وخوفنا من الله، ورجاءنا في الله، وما عدنا نخشى أحد سوى الله..
نعود -بعون الله. ونحن أشدُّ قوَّة، وأقوى عزمًا، وأكثر استبصارًا واجتماعاً، وقد عدنا إلى الله قبل أن نعود للبيوت والوطن..
نعود وقد تعلَّمنا قيمة الوطن، وقيمة الأمن، وقيمة الجيش، وقيمة العمل، وقيمة الاجتماع، وقيمة التعمير والبناء..
نعود ولا عودة للمفسدين- بإذن الله ولا عودة لمن باعوا الوطن، ولا عودة لمن خذَّل الشعب، ولا عودة لمن نهبوا الأموال وهتكوا الأعراض وسفكوا الدماء، ولا عودة للعشوائية في حياتنا، ولا عودة للمجرمين المفسدين..
وختامًا
نصيحتي لكم: قبل أن تعودوا لبيوتكم لتستقروا فيها، عودوا إلى الله بتوبةصادقة إنابة وشكرا ثم عودوا لإعادة بناء الوطن الكبير
الذي ضعنا يوم ضاع، بدءًا من بيوتكم وأحيائكم، فمن فاته شرف المساهمة في التحرير، فلا يفته شرف المساهمة في التعمير،
فاشغلوا أوقاتكم في الإعداد لهذا التعمير وتهيؤوا له، واستفيدوا من خبرات الدول، فكما كان التحرير مبهرًا للعالم، نريد أن يكون التعمير مبهرًا مبهجًا كذلك بإذن الله تعالى..