عاجل نيوز
تعايشت “كسلا” مع الحرب، وساد الانطباع انها نجحت في منعِ انزلاقها نحو فوضى داخلية كما يحدث ببورتسودان ، ورأى كثيرون أن القبضة الأمنية تشكل ضمانة لعدم الانزلاق نحو الحريق الكبير.
خلال الشهر الماضي نجح والي كسلا اللواء (م) “الصادق محمد الازرق” ، في احتواء أزمة قبلية ، حركتها ايادي العدو، لضرب اسفين بين الأجهزة الأمنية و شعب “البني عامر” ،
و كان أيضاً موقف الناظر “دقلل” ضربة غير مسبوقة لكل من حاول الاستثمار في القضية ، وحسم الجهات التي قدمت دعوة للمجتمع المحلي للانخراط في رد يبرر للخلايا النائمة نقل مشاهد الخرطوم إلى شوارع كسلا .
تعاني الولاية من انهيار البنى التحتية ، الشوارع الداخلية متهالكة، ظهور الاوبئة والأمراض ، اكتظاظ غير مسبوق ، دور إيواء النازحين كثيرة وممتدة .
في سبيل تأهيل المدينة لتحتمل سكانها الجدد ، أعادت حكومة الولاية التذكير بتفوق عقلها المركزي وقدرتها على التحرك السريع ،
حيث عقدت اتفاقاً مع بنك النيل ، وعدد من البنوك الاخرى لتمويل تأهيل (٥٠٪) من شبكة الطرق الداخلية و إضاءتها ، سيبدأ العمل في تنفيذ المشروع عقب انقضاء فصل الخريف .
في الشهور الماضية بدا واضحاً أنَّ البنى التحتية الصحية قد تحسنت مقارنة بالعام الماضي ،
كنت قد أقمت بها شهراً كاملاً لتسجيل حلقات برنامج تلفزيوني، وقتها كانت الولاية قد دخلت في غيبوبة تنفيذية.
كوادر ،استشاريين، علماء وأطباء من مختلف ولايات السودان توافدوا للإقامة بها ، منحت حكومة الولاية مباني المستشفى المرجعي لمركز القلب ،
وتبرعت بخمسون مليون جنيه لتشطيبه، بينما دعمت وزارة الصحة المشروع بذات المبلغ ، بجانب مراكز متكاملة لغسيل الكلى بطاقة (١٤) ماكينة ، الجهاز الهضمي ، الأشعة.
والآن تعمل بجهد كبير في مكافحة وباء “الكوليرا”،الذي انتشر بسبب فيضانات القاش التي أثرت بشكل مأساوي على المحليات الشمالية ،
وسجلت (٤٠٠٠) حالة إصابة و(١٣٩) حالة وفاة ، ولكن عبر مجهودات مشتركة مع “جهاز المخابرات العامة” بتنفيذ حملات الاصحاح البيئي
وفرض رقابة مشددة على محلات الأطعمة والباعة المتجولين ، ومياه الشرب ، بتوزيع الكلور على القرى والبوادي ، توقفت المشافي عن تسجيل حالات إصابة جديدة .
هكذا رمَى اللواء (م) ” الازرق” حاكم كسلا بالكرة في ملعب المؤسسة السيادية وكأنه يكلفها بضرورة اعلان ولاة عسكريين على كل ولايات السودان، لأنه ليس سراً أن مهمة إعادة الإعمار أصعبُ وأخطر.
حكومة ولاية “كسلا” هي مهندسة الموسم الزراعي الصيفي ، الذي ولد بعد فشل جزئي صاحب الموسم الماضي ، وهو أبرز أوراقِ قوتها في النجاح التنفيذي .
يروي المزارعون، أنهم زرعوا هذا العام(٤) مليون فدان من الذرة ، (٨٠٠) الف فدان من السمسم ، وتسلم صغار المزارعين (١١٥٠) طناً من التقاوى المجانية ،
كان اللواء “الازرق”مهتماً بـ«النازحين » لأنَّهم الضلع الأضعف في الولاية ، ولأنهم يسعون للحصول على لقمة العيش بمجهوداتهم، منحهم (٤٠) الف فدان للراغبين منهم في الزراعة ،
“الازرق” يعلم أن السودانيين يستطيعون قتال الظروف من داخل البيت، أي من كسلا وضفاف القاش معاً.
محبتي واحترامي