عاجل نيوز
بالأمس ظهر قائد الجيش فخامة الرئيس عبد الفتاح البرهان في مقطع فيديو مؤثر جدا تداوله رواد التواصل الاجتماعي والسودانيين بأعجاب كبير،
حكي عن مدى المسؤلية الأخلاقية والأمنية و السياسية ، تجاه المواطن السوداني،
حيث احتضن القائد في تلك الصورة المعبرة أحد المواطنين الذي كان يتوكأ على عصاته متألما ، منعته المصافحة من حيث يقف ،
مضي القائد نحو الرجل في حنو دافق واحتضنه بين دموع الجموع ودموعهم ، تلك اللحظة الأثرة التي تداخل فيها الواجب مع العاطفة الإنسانية،
حسب مراقبين : تحكي عن المرحلة القادمة بامتياز ، وترسم مستقبل السودان القريب وربما البعيد الذي يقدم السودانيين فيه أمنهم واستقرارهم على ما سواه من شعارات جوفاء. ،
رفعتها الأحزاب السياسية دون وعي بمقتضياتها أو مضامينها، لذلك السودانيون بعد نهاية هذه الحرب ، يتطلعون إلى مرحلة جديدة
دولة آمنة مستقرة بقيادة الجيش السوداني وحكومة كفاءات وطنية ثم انتخابات لاتستثني احد لا مجال فيها للصراع السياسي أو الحزبي (تجربة سوار الذهب)
تلك المرحلة التي بدأت ترسم ملامحها انتصارات الجيش السوداني الآن في كل الأنحاء بتعزيز الأمن تدريجيا في المناطق التي بدا يستعيدها من ايدي العابثين التتار الجدد.،
مما يؤكد حسب رصدنا أن الأولوية الآن للسودانيين ليست للتحول الديمقراطي الكذوب او الدولة المدنية الفاشلة التي ادخلتهم في حرب ما يزالوا يتجرعوا مرارتها ،
والتي شرح مخططتها في استنكار بعد فاق من غيبوبته قائد التمرد محمد حمدان دقلو في خطابه الأخير،
قال بوضوح أسباب الحرب هو الإتفاق الإطاري قلت لهم ذلك : (الإتفاق ده مابيبقي، حيفرتق البلد) وأكد أنه تحدث بوضوح في الإجتماع الذي انعقد في منزل السفير السعودي بالخرطوم
في حضور الآلية الرباعية التي أخذت تفويضها من قوى الحرية والتغيير في وجود مسؤولة الشؤون الأفريقية بالخارجية الأمريكية (مولي في) ،
وياسر عرمان إلى جانب الفريق أول الكباشي والفريق إبراهيم جابر ،
وزاد في ذلك مستنكرا بعد عودة الوعي ، إذا كنتم تبيتون النية لهدم البلد وكان ذلك مقصدكم لماذا دفعتمونا للحرب ؟!
سؤال لن يجيبوا عليه هؤلاء الانتهازيون الذين رهنوا بلادنا للأطماع الاقليمية والدولية ،
لكننا سنجيب عليه في مقالنا هذا ، لأنهم أيها الأمير كانوا يتخذونك كاسح ألغام لكل المتاريس التي أمامهم ،
من الأحزاب الوطنية والشعب وقيادات الرأي التي كانت تقف أمام اطماعهم ، صوروا لك أنك المخلص حامي الديمقراطية ،
واستخدموا بندقيتك واطماعك الشخصية في الزعامة المتوهمة ضد أبناء شعبك ، الذين كانوا يرون فيك ابن البادية الصدوق الذي لا يخون عهده معهم ،
ثم اشتعلت الحرب التي لم تجد مبررا غير استدعاء الشعارات المضللة و الملونة، تارة استعادة الديمقراطية ،
وتاره أخرى ضد الفلول ، وثالثة ضد دولة 56، لم يكونوا يقرؤون ذلك التاريخ عن تلك الحضارات القديمة التي صنعت البطولات و التضحيات لهذا الشعب الكريم ،
لأنهم أصحاب ذاكرة ضعيفة لا تخزن سوى التبغ والنبيذ وأوراق النرد التي يسرقون بها الطمأنينة الزائفة في خلواتهم الحرام ،
لم يكونوا يذاكرون التاريخ جيدا لم يعلموا عن رماة الحدق ولم يعلموا شئ عن ممالك نبته ،
وسنار ورواقها، والككر ومحمل سلطان الفور إلى الأراضي المقدسة ، لم يقرأوا عن مملكة مروي وكرمة وعلوة والمقرة ،
والمسبعات ، والدولة المهدية التي أزالت المستعمر من الوجود ، لم يقراوا عن حريق المك نمر لإسماعيل باشا في قلعة شنان لمجرد انه ضربه بغليونه،
لم يقرأوا عن ممالك العبدلاب في قري، وعن تحرير الخرطوم الأول والثاني الذي بدأت ملامحه تتشكل الآن في عزم وكبرياء وبطولات يتقدمها الجيش والمجاهدين
في صدق وعزيمة شاخصة للعيان، عليه يظل وجه الحقيقة: في التأكيد على أن السودان دولة عصية على المؤامرات مهما تطاول أمدها ،
ووقف خلفها الطامعين وتربص المتربصين، عليه ندعوا إلى أهمية الاستطفاف الوطني والشعبي بعيدا عن الانتماءات القبلية الضيقة و الاثنيات الحقود
والانتماءات الحزبية الخائنة التي لم تورثنا إلا الحرب والخراب ، هذا البلد الآن يبحث عن السلام والأمن لأجل إعماره ونهضته ونهضة انسانه ، والجيش وحده هو الضامن لذلك ،
بما به من تنوع يمثل كافة أبناء الشعب السوداني، كما أنه قادر على المحافظة على البلد من الانهيار ،
إلى أن يعود الوعي لمن كانوا سبب هذه المعاناة وهذا الألم وهذه الكارثة ، حيث تظل تلك الصورة المعبرة لقائد الجيش رأس الدولة ترسم ملامح الواقع الجديد،
رغم أنف الإتفاق الإطاري، وحدها تصنع الدهشة وترسم ملامح اليوم التالي من الحرب لأجل السلام والأمن والطمأنينه .
دمتم بخير وعافية.
الإثنين 14 أكتوبر 2024 م. Shglawi55@gmail.com