عاجل نيوز
يتعرض خزان جبل أولياء هذه الأيام لتهديدات متزايدة نتيجة لتعطيل مليشيا الدعم السريع صيانته ، مما يرفع من احتمالية انهياره كليا أو جزئيا
في ظل الوارد العالية للمياه من النيل الأبيض نتيجة استخدم قفل بوابات التصريف كسلاح للضغط علي الحكومة الذهاب إلى تفاوض ،
مستقلة في ذلك تغيرات المناخ في الأحباس العليا التي جادت بتدفقات كبيرة من المياه .
نتيجة ارتفاع مناسيب بحيرة فكتوريا منذ أربع سنوات ، وهي ظاهرة سبق أن حدثت في ستينات القرن الماضي وأثرت بشكل كبير على تدفق المياه في النيل الأبيض .
ما يزيد من تعقيد الوضع هو تعطل العمل في إدارة جسور النيل الأبيض التابعة لوزارة الرأي ، التي كانت مسؤولة عن تقديم الدعم الفني اللوجستي للمواطنين على ضفتي النهر .
كما لا يمكن تجاهل الانتهاكات المتكررة للقوانين الدولية المتعلقة بحماية البنية التحتية من قبل مليشيا الدعم السريع ،
حيث يجري الآن تعطيل متعمد لصيانة الخزان وتشغيله باعتباره في اماكن سيطرتها ذلك التعطيل يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان
والقوانين الدولية التي تحظر استهداف أو استغلال المنشآت الحيوية في أوقات الحروب والنزاعات كسلاح .
لذلك كان من المهم أن تظل أماكن السدود مناطق آمنة في الحرب حتى يتسنى تشغيلها وصيانتها بفرق طوارئ المتخصصة .
تشهد ولاية النيل الأبيض هذه الأيام واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي مر بها السودان في السنوات الأخيرة .
بسبب ارتفاع غير مسبوق لمنسوب مياه النيل الأبيض ، والذي كان نتيجة تزايد الفيضانات القادمة من بحيرة فيكتوريا والأمطار الغزيرة التي أغرقت الحوض ،
كان خزان جبل أولياء الذي يقع على بعد نحو 40 كم من الخرطوم ، هو العنصر المحوري الذي أدى إلى تفاقم الوضع .
حيث ارتفعت المياه إلى مستويات غير مسبوقة بسبب تأخر أعمال الصيانة وعدم فتح بوابات الخزان .
هذه الفيضانات تسببت في غمر مئات القرى وأتلفت المزارع وسببت نزوحًا جماعيًا للسكان ، مما أدخل المنطقة في أزمة إنسانية خانقة.
كشفت هذه الازمة عن غياب للتنسيق الفعّال بين وزارة الري و الجهات المعنية بتفعيل نظام الإنذار المبكر الذي كان من المفترض أن يكون أحد الأدوات الرئيسية لمواجهة هذه الفيضانات بالتنسيق مع إدارة حوض النيل،
الواضح لم تتم الاستفادة الكافية منه لتحذير المجتمعات المحلية وتفعيل خطط الطوارئ بشكل مبكر .
كان ينبغي أن تتم دراسة الوضع في منابع النيل الأبيض من قبل فرق مختصة قبل وقت كافي ،
وأن يتم التنسيق مع وزارة الري لتوجيه الفرق الفنية إلى الخزان وتنظيم عملية فتح البوابات في وقت مناسب بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية بتنسيق الادوار ،
خاصة أن الخزان يمثل عنصرًا حاسمًا في احتواء هذه الكارثة الملاحظ حتي الآن لم يصدر بيان من الوزارة للتوضيح كأنما الامر لا يعنيها .
يبدو أن ذلك عملا بالقاعدة الفقهية إن السكوت في معرض الحاجة بيان .
لقد أضافت أزمة مليشيا الدعم السريع بعدًا إضافيًا للأزمة الإنسانية في ولاية النيل الأبيض .
حيث منعت فرق الصيانة والتشغيل من دخول الخزان . إذا كانت هذه الفرق قد تمكنت من أداء مهامها بفعالية ، لتم تقليل أثر الفيضانات بشكل ملحوظ ،
مما كان سيساعد في احتواء الكارثة . إن عرقلة هذه الجهود من قبل المليشيا تمثل خرقًا للقوانين، حيث تعد الاتفاقيات الدولية ، مثل اتفاقية جنيف لعام 1949،
من الركائز الأساسية في حماية المنشآت الحيوية خلال الحروب والنزاعات .
تحظر هذه الاتفاقيات إستخدام المنشآت المدنية التي تهدد حياة المدنيين في وقت النزاع بما في ذلك السدود والمرافق المائية كسلاح.
إذا تم تطبيق هذه القوانين بصرامة كان من الممكن أن تحظى منشآت مثل خزان جبل أولياء بتنسيق الجهود الدولية لضمان صيانتها والحفاظ على سلامتها .
أظهرت تجارب عدة في مناطق النزاع حول العالم دور المنظمات الدولية،
بما فيها الأمم المتحدة في ضمان حماية المنشآت الحيوية. ففي مناطق مثل العراق وسوريا والبوسنة لعبت المنظمات الدولية دورًا محوريًا
في التنسيق بين أطراف الحرب لضمان حماية البنى التحتية الحيوية بما في ذلك السدود ،
وتأمين وصول فرق الصيانة في الوقت المناسب . حيث يتم إنشاء آليات خاصة لضمان ألزم الأطراف المتنازعة بالقوانين .
في السودان كان من الممكن الاستفادة من هذه التجارب خاصة في الظروف الحالية التي تعيشها البلاد ، لتجنب الكوارث الإنسانية المحتملة
خزان جبل أولياء، الذي تم إنشاؤه في عام 1938 تحت الإدارة المصرية يعد أحد أقدم وأهم المنشآت المائية في السودان .
يلعب الخزان دورًا حيويًا في تأمين المياه لري الأراضي الزراعية ، ويُعتبر نقطة حيوية لضمان استمرارية الحياة في المنطقة .
إلا أن فشل صيانته أو انهياره قد يتسبب في كارثة إنسانية كبيرة ،
حيث يمكن أن يفيض النيل الأبيض بكميات ضخمة من المياه لتغمر العديد من المناطق السكنية والزراعية .
هذا الانهيار المحتمل قد يؤدي إلى كارثة بيئية واقتصادية تهدد استقرار المنطقة وتؤدي إلى نزوح جماعي للمواطنين.
عليه وبحسب ما نراه من وجه الحقيقة فإن الأزمة التي تعرضت لها ولاية النيل الأبيض بسبب قفل بوابات خزان جبل أولياء
تبرز بشكل حاد ضرورة تعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية المختصة وتطبيق المعايير الدولية لحماية المنشآت الحيوية خلال فترات الحروب والنزاعات.
كما يجب عدم السماح للمليشيا بمحاولة ابتزاز الحكومة واستخدم قفل بوابات الخزان كورقة ضغط لإجبارها علي التفاوض .
وهو ما يتطلب استجابة فعالة وسريعة من جميع الأطراف المعنية.
فإن سرعة استعادة الجيش السوداني للأمن في المنطقة والتنسيق مع المجتمع الدولي يعد خطوة مهمة نحو حماية السودان من هذه الكوارث ،
ويعطي الأمل للمواطنين في استعادة الامن و السلام والاستقرار في اقرب وقت ممكن .