عاجل نيوز
أبرز جنرالات لجنة البشير الأمنية ممن اطاحوا به جمعتهم مناسبة اجتماعية بالقاهرة، ومثل هذه المناسبات لا زالت تجمع أهل السودان في كثير من عواصم الشتات..
جنرالات كبار بعضهم ملأ الدنيا وشغل الناس حينا من الدهر.. اتاحت لهم المقادير فرصة ان يكونوا رجال دولة وفرسان حوبة. فاضاعوا الفرصة واضاعوا المشروع الخطير والسودان الكبير..
برغم حياة الدعة والترف التي يتقلب فيها هؤلاء الرجال الا انهم تعلوهم غبرة وترهقهم قترة
وقد انطفأت في وجوههم تلك الهالة وغادرتهم إلى غير رجعة طمأنينة النفس والرضا وفارقوا اليقين والسلام الداخلي فراق الطريفي لجمله..
لقد تركت تلك الخطوة غير المباركة آثارا ظاهرة، وجروحا غائرة في نفوسهم سببها الحنث بالقسم العظيم و الميثاق الغليظ.. فضلا عن جريمة إسقاط الدولة وتسليم المشروع النهضوي العظيم لرجل دولة بمقاس تاجر حمير ولرجال عهد ابرزهم دسيس مان ولمجموعة سكارى وحياري لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا..
رجال لا يعرفون في السياسة الا كما تعرفه حمير البطانة في علوم الفضاء.
ولا يفقهون في شؤون إدارة الدولة الا كماتفهم البقر في علم الهيئة..
لقد اهدى جنرالات لجنة البشير الأمنية السودان باردا وثمرة مقطوفة ودجاجة محمرة على طبق من ذهب إلى المجهول وأسلموه إلى الرعاع والضباع والضياع
وضاعت بسببهم حياة ٤٠ مليون مواطن وملايين الزراع والصناع والعمال والرعاة والمعلمين وتبخرت سنوات ومواسم اكاديمية طوال على ملايين الطلاب بسبب خطوة حمقاء خائنة..
فليتهم يوم تصدوا لاسقاط النظام كانوا على قدر المسؤولية وعضوا عليها بالنواجز ومضوا بسفينة البلاد إلى بر الامان
وليتهم حين فكت السكرة وجاءت الفكرة تركوا النظام السابق لحاله يعالج أخطاءه ويرتب اوضاعه ليعبر بالبلاد نفق الغدر الدولي والتآمر الإقليمي.
لكنهم للاسف أسقطوا الدولة وهدموا الوطن وسلموا البلاد بشعبها ومؤسساتها إلى عدو يترصدها.. وخطر يتهددها.. ومؤامرات كقطع الليل المظلم.. ظل الاعداء يشحذون السكاكين عقودا طويلة انتظارا للحظة غدر بائنة ولساعة صفر خائنة..
لقد سلموا الأمانة لغير أهلها
ووضعوها في غير محلها
وادوها لحميدتي ودسيس مان ولكل سجمان ورمدان غنيمة باردة..
ومضوا إلى بيوتهم مأزورين غير
مأجورين.. يدعون كذبا زهدهم في السلطة..
والي مواقعهم الرفيعة جاء دقلو اخوان .. وتوزعوا الرتب العسكرية العليا من دون تأهيل وتسنموا الوظائف الدستورية دونما انتخاب ولا تمثيل.
وبات الوطن من يومها ينزف.. مترقبا كتلة جديدة و كربلاء سودانية..
بينما تراكم المليشيا ذهب المعز وسيفه.. وترعي مواسم خريفه وصيفه..
كان السودان كله رهينة مسكينة بين مخالب المليشيا وانيابها..
وكاد ال دقلو منذ أكثر من عام ان ياخذوا كيكة السلطة كلها بعد أن أخذوا كعكة الثروة برمتها.. ولايزالون يحاولون.
أيها السادة ان دقلو اخوان وببركة انقلابكم قتلونا وسحقونا وانتهكوا كل عرض كريم واستباحوا كل شرف مصون..
وماهو انكي في الفجيعة ان جنرالات البشير العظام صاروا اليوم كشأننا نحن المساكين مجرد لاجئين حياري يتوارون خجلا من اعين المنكوبين بانقلاب هم الرجيم.. المعذبين بعهد حميدتي و حمدوك ودسيس مان..
لم يفعل هؤلاء الجنرالات شيئا البتة للتكفير عن جرمهم العظيم.. لم يعودوا ليقاتلوا التمرد مع رفقاء السلاح عساهم ينالوا إحدى الحسنيين
ولا هم رجعوا للسودان ليشاطروا الشعب معاناته في لقمة خبز يابس أو جرعة ماء زرقاء أو حبة اسبرين مستحيلة.. بل تمترسوا في منافيهم يتقلبون في نعيم الانقلاب.. وشعبهم في أشد العذاب
.. ان كل روح ازهقت منذ ١١ أبريل ٢٠١٩ م والي ما قبل وبعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م
معلقة في رقابكم أجمعين..
أن كل آهة طفلة معذبة
كل صرخة حرة مغتصبة
وكل من مات تحت القهر أو القصف أو بالجوع والمرض أو من قضى عطشا تحت هجير الصحراء وشمس العتمور
هم جنازير ملتهبة في رقابكم
فأي أرض تقلكم
واي سماء تظلكم..
أيها الجنرالات العظام
لا نملك سوى أن نهديكم بيت شوقي
صغار في الذهاب وفي الاياب
أهذا كل شأنك باعرابي؟!!!