عاجل نيوز
المفاوضات والقبول بالجلوس فيها لا يمكن أن يُرفض. لكن هناك نقاطا لا مناص من الوقوف عليها، هي:
أولا، طريقة تسمية الأطراف. مجرد تسمية الطرف السوداني على أنه الجيش يقف شاهدا على محاولة قوى الوساطة في عزل الجيش عن الشعب وتجريد الشعب من كيان دولته المستقلة ذات السيادة.
ثانيا، تحديد الأطراف المشاركة من باب الوساطة أو الرقاب. فمجرد إشراك الإمارات أو أي دولة شاركت في دعم مليشيات الجنجويد فهذا يعني تقويض استقلالية وسيادة الدولة، وبالتالي لا ينبغي القبول به بالمرة.
ثالثا، لا ينبغي لأي مفاوضات قادمة، كيفما وأينما كانت، أن تقفز على ما اجرى الالتزام به في يوم 15 مايو 2024م بجدة، ذلك غندما التزمت مليشيات الجنجويد بالخروج من المنازل والأحياء السكنية وحتى الآن لم ينفذوا ما تعهدوا به.
إذ لا ينبغي لأي مفاوضات قادمة أن تقفز فوق هذا الالتزام، ما يعني أن أي مفاوضات قادمة ينبغي أن تنطلق من هذا الالتزام الذي لم يُلتزم به.
رابعا، كلما كان الموقف واضحا من البداية من حيث عدم قبول أي وضع فيه تعود مليشيات الجنجويد إلى سابق عهدها قبل الحرب، ما يعني أن أي تفاوض لا بد وأن يؤدي إلى تفكيكها مع تحميل قياداتها والدول التي عاونتها مسئولية التعويض للدولة السودانية وللشعب عما تسببت فيه هذه الحرب التي شنتها مليشيات الجنجويد.
خامسا، موقف أي دولة تجاه هذه الحرب، إن سلبا أو إيجابا، وبصرف النظر عن موقعها في موازين القوى، سوف يحدد طبيعة علاقتها بالسودان دولةً وشعبا.
سادسا وأخيرا، على مجلس السيادة الذي يدير البلاد خلال هذه الحرب كحكومة حرب أن يُقرّر للمجتمع الدولي، وأن يقرّ بهذا أملم الشعب السوداني، أنه لا يفاوض بالأصالة عن نفسه، بل بالنيابة عن الشعب السوداني.
جميع ما قلناه أعلاه يقع في حيز الحد الأدنى، وليس الحد الأعلى. فإذا عجز مجلس السيادة الحاكم عن أن يفي بهذا الحد، عندها قد يكسب ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي ليس سوى قوى الإمبريالية العالمية، لكنه سوف يخسر الشعب السوداني.
لا شك في ذلك. والتاريخ، القديم والمعاصر، يحكي لنا أن إرادة الشعوب لا تُقهر لأنها من إرادة المولى عزّ وجلّ.
كنا يحكي لنا كيف يمكن أن تنجح قوى الإمبريالة في إلحاق الهزيمة بالجيوش، لكنها ليس فقط تعجز عن إلحاق أي هزيمة بالشعوب .
ذلك متى ما وقفت الشعوب ضد مخططات قوى الإمبريالة، بل يحكي لنا كيف تدرك قوى الإمبريالية أن هزيمتها تصبح أمرا مؤكدا متى ما وقفت الشعوب في وجهها وواجهتها وهي تحمل في سدها السلاح، أي سلاح، بدءا من العصي والسيوف، انتهاءً بأسلحة الحرب الحديثة.
*MJH*
كمبالا – 24 يوليو 2023