عاجل نيوز
نخوض مع قواتنا المسلحة معركة وجودية ومفصلية في تاريخ السودان كله ، القديم منه والحديث ولم تتعرض بلادنا منذ تأسيسها لتحديات ومخاطر مثلما تتعرض له الان ، ولا خيار لنا إلا ان نخوض هذه المعركة بصبر و جَلَد وقوة تحمل ، تحمل للتراجع والهزيمة والضغط النفسي والجسدي الكبير ، وعلينا ان نوطّن انفسنا على تحديات هذه المعركة المقدّسة ، وأن نعدّ ارواحنا على المزيد من التحمل والعطاء الممتد ، ان نقاتل اليأس والقنوط وقلة الفرص .
ان نمنع أن يتسلل الإحباط لدواخلنا رغم كثرة ما يحيط بنا ويدعونا لذلك ، قد نخسر مواضع على الأرض عزيزة علينا ورفاق احبّاء الينا ، ولكن إن انهزمت أنفسنا فلن نسترد أرضنا او نوفي بحق من فقدنا من شهداء او نستعيد ما سُلب منّا من حق او نعود الى ديارنا .
يواجه المقاتلون على الأرض وفي الميدان اكثر مما يعانيه بقية الشعب السوداني الصابر المحتسب ، فأسرنا مستهدفه وكثير من اسر واهل العسكريين والمرابطين نازحين ولاجيئين تقطعت بهم السُبل ، وندفن في كل يوم الرفاق والاخوان والأصدقاء شهداء ،
ونكابد في علاج الجرحى والمصابين ونقاتل في ظل ظروف صعبة وواقع معقد ومع كل ذلك ما تسلل اليأس الى نفوسنا ولا عرف الاحباط الينا سبيلاً وما شكّينا لحظة أننا على حق وان هذه المليشيا على باطل وان الحق منتصر لا محالة وإن تأخر ذلك ، وأن الباطل الى زوال وان ارتفع وانتشر فالزبد يذهب جفاء .
من واقعنا المعاش والتجربة الماثلة ان قواتنا المسلحة ما ضعُفت ولا توانت ولا ادّخرت وسعاً في قتال هذه المليشيا المتمردة وهي تتحمل في صبر وجَلَد مؤامرات الاعداء وتشكيك الأصدقاء وتعالج في الميدان أشكالاً من التعقيدات والتحديات المستمرة ، ولا خيار لهذا الشعب ومن أجل الانتصار وبلوغ الغايات إلا بدعم وإسناد هذه المؤسسة الوطنية .
#على قيادة الدولة والقوات المسلحة التذكر دوماً ان هذا الشعب الصابر المحتسب دفع ثمناً من امنه واستقراره وفقدان ارواح عزيزة عليه وممتلكات جمعها بشق الأنفس وهو يدعم هذه المؤسسة ويسندها وهو يتوق الى النصر العزيز الذي يتحقق بفضل الله على يديها وينتظر في ظروف قاسية وصعبة هذه اللحظة التاريخية والمفصلية .
معركتنا كبيرة وممتدة وهي معركة أمة بأكملها وعزة شعب رافض الخنوع او الخضوع او الاستسلام .
خيارين لا ثالث لهما أن نسمو فوق انفسنا ونداوي جراحنا ونعالج اخطائنا ونمضي في سبيل تحرير ارضنا واستعادة كرامتنا او ان نستسلم لمشروع اذلال الشعب السوداني وامتهان كرامته وإخضاعه لهذه المليشيا المرتزقة ، وقد رأى الجميع نموذج ذلك الصلف والاستبداد والبربرية التي تمارسها هذه المليشيا المتمردة •