معركة في الذاكرة | تفاصيل معركة 2023/8/8 | التي غيرت معادلة حرب الكرامة ومهدت الطريق لتحرير أمدرمان .. 3_3 

عاجل نيوز

 

 

 

 

 

ظللت محتمي به حتى أتاني (أبطال الإحتياطي المركزي) بعربة لاندكروزر بهاء دوشكا يقودها واحد من أبناء الرزيقات ومعه أمهر ضارب دوشكا (الأخ زايد الرزيقي)،

 

 

 

قلت ليه (يا زايد في قناص في المئذنة حيدوا لحدي نخلي أخوانا ديل)، وبالفعل كان زايد في الموعد وزايد عندما يعزف على الدوشكا لا أحد يقف أمام نيرانه.

 

 

 

وأثناء تحييد القناص ظهر لنا بعض الملايش بطريق فرعي حاولوا الإلتفاف علينا لكن اشتبكنا معهم وولوا هاربين.

 

 

 

 

أخلينا الشهداء ورجعنا للمعسكر وشمس 8/8 أوشكت أن تغيب، نظرت في الشهداء فوجدت فيهم أعز أخواني .

 

 

 

وجميعهم أعزاء. ومن بينهم الشهيد ميل محمد سعيد هذا الشاب الذي لا يشبه زماننا.

 

 

 

حضرت للمعسكر وذهبت لقائد المتحرك السيد الفريق محمد عباس اللبيب وكان حينها في رتبة اللواء قلت ليه يا سيادتك ديل أخوانا أخليناهم هسي،.

 

 

ده ميل وأخوانه شهداء.. فدمعت عيناه وأدار وجهه عني، وكيف لا يسيل دمعه وهو يفقد أعز وأفضل الرجال في يوم واحد.

 

 

 

وأخذت الشهداء للطبية فوجدت 28 شهيد ينتظرون مواراة جثامينهم الطاهرة.

 

 

 

في هذه المعركة كان الفقد عظيم، والمصيبة كبيرة، لكن هي مشيئة الله وقدره المحتوم وضريبة الوطن والمعارك.. تجاوز عدد شهداء المعركة ال 35 شهيد و 160 جريح وعدد من المفقودين..

 

 

وهذا ما شهدته في معركة 8/8، وهنالك تفاصيل أخرى لا يتسع المجال لذكرها وبطولات أخرى لم أحضرها عند بداية المعركة..

 

 

رغم فقدنا الكبير في 8/8 إلا أن العدو قد تجرع الحنظل وهرب من أرض المعركة مهزوماً..

 

 

فقد أفادت مصادرنا أن قتلاهم فاقوا ال 100، وجرحاهم لا حصر لهم ومسيراتنا حصدتهم وحصدت عرباتهم.

 

 

 

تقبل الله شهداء 8/8 المقدم محمد علي ومجتبى وزهير ومصعب وأحمد أب سقرة وميل والزبير وبقية الشهداء.

 

 

في ذروة الزفاف سيعبق البارود

يعطر المكان ويسكر الوجود فيطرب الزمان ويرقص المكان نمتطي رصاصة ونغيب في الوجود لنعانق الشهيد في جنة الخلود فسلام على أبطال أسود العرين..

 

 

 

 

م. الاعلام الحربي