عاجل نيوز
عصام جراد..
في خضم الحرب التي فرضت علي الوطن تبرز مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور كمثال ملهم للصمود والتضامن .
فوسط الهجمات المتكررة التي تشنها مليشيا الدعم السريع والتي بلغت مايزيد عن 137 هجمة فاشلة أظهرت المدينة قوة وثباتاً لم تتزعزع عزيمتها في قبر المعتدي علي تخومها .
حيث وقف أهلها كالجدار الصامد في وجه التهديدات المتزايدة والهجمات البربرية .
منذ بداية الهجمات كانت الفاشر عرضة لاعتداءات مكثفة تستهدف الأحياء السكنية والبنية التحتية الحيوية من مشافي وأسواق ومراكز إيواء .
ورغم هذا الوضع الصعب لم يرضخ أهل المدينة للتهديدات . فقرروا التمسك بأرضهم والدفاع عنها بكل ما أوتوا من قوة .
أشرفت اللجنة العليا للاسناد علي تكوين لجان شعبية بالاحياء لتنظيم عمليات الدفاع وتنسيق الجهود بين مختلف فئات المجتمع لدعم معركة الكرامة واسناد القوات المسلحةوحركات الكفاح المسلح .
هذه اللجان لم تقتصر دورها فقط على تعزيز الأمن بل شملت تقديم الرعاية للجرحى والمساعدة في تلبية احتياجات الأسر المتضررة وأسر شهداء الكرامة .
أهالي الفاشر لم يكتفوا بالدفاع المسلح، بل عملوا على تعزيز الوعي وتعليم بعضهم البعض كيفية التعامل مع متسللي المليشيا علي الاحياء عبر الحراسات النهارية والنوبات الليلية .
كما تم التنسيق مع اللجنة العليا للاسناد علي تشكيل فرق طوارئ بالأحياء والمؤسسات الحكومية لمساعدة المدنيين وتوفير الدعم الطبي والغذائي
فكانت الاستجابة الإنسانية العاجلة من قبل المنظمات الوطنية والمبادرات المحلية وأبناء الفاشر بالمهجر حيث قدموا مساعدات غذائية وطبية ضرورية ودعموا بالمال والمواد الغذائية
تكايا الطعام للنازحين والفقراء اثناء القصف المدفعي والصاروخي الذي يستهدف المدينة يوميا مخلفا عشرات القتلي والجرحي .
فأصبح التعاون بين القوي العسكرية الداعمة لمعركة الكرامة واللجنة العليا للاستنفار بالولاية مثالاً يحتذى به في التنسيق
وتحريض الشباب والطلاب والمرأة وكل قطاعات المجتمع الفاشري علي حمل السلاح والانخراط في مسيرة العز والكرامة .
فقيادة الفرقة السادسة والقوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة والاحتياطي المركزي والمستنفرين ولجان المقاومة الشعبية بالأحياء
قاموا بدور حاسم في حماية المدينة ودعم جهود الدفاع في ملحمة بطولية توجت بهزائم مجلجلة لمليشيات الدعم السريع
وهلاك قادة كبار لهم علي تخوم المدينة . هذا التعاون أظهر نموذجاً يحتذى به في كيفية مواجهة الأزمات الطارئة .
أثبت المراة الفاشرية أنها ليست فقط صانعة لطعام معارك الكرامة وساقية للجنود العطشي اثناء المعارك بل هي مخزون بشري لجأ اليه الفرسان عند النوائب لتحمل معهم البندقية في ارتكازات الكرامة .
على الرغم من المحن والاحن والتحديات المعيشية حافظ أهل الفاشر على تماسكهم ورفضوا الاستسلام .
هذه الروح القتالية هي ما جعلت من الفاشر رمزاً للأمل في مواجهة الصعاب وتحرير الوطن من براثن العملاء والخونة جاعلة منها قصة نجاح في صمودها أوقات العسرة والابتلاءات .
ان قصة الفاشر تبرز كدليل على قوة الإرادة البشرية في مواجهة الهجمات والانتهاكات القاسية ودروس تقدم للأمم والشعوب لترفع قبعات الفخر والاعزاز لاهل الفاشر علي روح الصمود والتضامن .
ان أهل الفاشر، من خلال جهودهم وتضحياتهم يثبتون كل صباح جديد ان قوتهم تظل شعلة من الأمل والصبر والتفاؤل بغد مشرق بعد دحر المليشيا الإرهابية وقبرهم هلكي بأيدي فرسان فاشر السلطان بإذن الله ..