عاجل نيوز
1
لماذا تُباع المنظمات الأفريقية دائماً في سوق الله أكبر؟. للأسف كلها معروضة للبيع، باع السيد روتو منظمة الإيقاد رخيصة لآل دقلو، وأصبحت منظمة الجراد تلك بين ليلة وضحاها ظهيراً سياسياً للمتمردين يستخدمون إسمها ويمررون عبرها مخططاتهم، وأصبح قائد المتمردين يحضر لقاءات قممها ويحظى بالتصفيق الحار من رؤسائها.!!
2
في غرب أفريقيا استولت عصابة خُدام الاستعمار الفرنسي على منظمة الإيكواس وجندوها ضد مصالح الشعوب التي نشدت حريتها بالتخلص من الاستعمار الفرنسي في مالي والنيجر وغيرها، حتى إنهم أعلنوا الحرب على بعض دولها وهددوها بالغزو لأن الوطنيين انقلبوا على أسيادهم.
3
الاتحاد الأفريقي لم يقصر، سار على الدرب ولا يزال، جعل موسى فكي الاتحاد مكاناً للمؤامرات ضد شعوب القارة وفتح أبوابه على مصراعيها لكل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الأنظمة التي لا توافق هوى السادة المستعمرين.
بالأمس القريب حين عقد مجلس السلم والأمن الأفريقي لأول مرة اجتماعاً لقوى وطنية سودانية للتفاكر حول قضايا وطنها تحت مظلة الاتحاد الأفريقي ونجح مسعى بن شمباس في تأسيس منصة للتداول الحر بين السودانيين في المؤتمر الأخير الذي انعقد فى 10 إلى 15 يوليو الجاري وأدار فيه السودانيون بأنفسهم دون تدخلات أجنبية حواراً معمقاً، وقتها فقط أصدر السيد موسى فكي تغريدة تسفه من المؤتمر وجهود بن شمباس فقال (بلغني أن بعض السودانيين اجتمعوا). وذلك لأنه يتبنى موقف قوى أخرى (تقدم) من الصراع في السودان.
4
بعد أن جرى لقاء القوى الوطنية السودانية في أديس أبابا في العاشر من هذا الشهر وحقق نجاحاً غير مسبوق وقاطعته مجموعة تقدم، تعرض الاتحاد الأفريقي لضغوط هائلة من رعاة وكفلاء (تقدم)، وتحته اضطر الاتحاد الأفريقي ممثلاً في مجلس السلم والأمن الافريقي لأفراد منبر مخصص لتقدم رغم أن (تقدم) لم يعزلها أحد بل هي من عزلت نفسها بمقاطعتها الاجتماع الذي دعا له بن شمباس.
ماذا جرى؟ تحت الضغط دعا السفير بانكولي أديوي مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي بعد أيام من نهاية مؤتمر بن شمباس، دعا (تقدم) للقاء في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بأديس أبابا وذلك لترتيب لقاء آخر في 27 من هذا الشهر لمجموعة (تقدم) التي تحظى برعاية الاتحاد الأوروبي والحكومة الأثيوبية والإمارات وأمريكا.!!. وقبل بن شمباس تحت الضغوط أن يؤسس منبر آخر للاستماع لـ(تقدم) منفردة.. (دلع رخيص مدفوع القيمة).
5
الهدف من ذلك اللقاء فك عزلة (تقدم) الإقليمية بعد أن رفضت اللقاء مع القوى السودانية الأخرى في مؤتمر العاشر من يوليو. والهدف الثاني لمنع تجاوزها في المشاورات الجارية لعقد مؤتمر الحوار السوداني – السوداني الذي لا يستثنى أحدا. والذي تكونت له لجنة تحضيرية برئاسة السفير نور الدين ساتي ومع ثلة من الشخصيات السودانية التي تتمتع بالكفاءة والنزاهة.
6
تقدم تفضل الملعب السياسي المدني فارغاً لتشكل مستقبل البلاد وحدها وذلك أصبح مستحيلاً بعد مؤتمري القاهرة وأديس أبابا الأخير، إذ برزت قوى اجتماعية معتبرة لا يمكن مهما تكاثفت ضغوط المجتمع الدولي لصالحها أن يتم تجاوز تلك القوى.
لقد حاولت (تقدم) ومعها الرباعية اختطاف المشهد السياسي واحتكار تمثيل الشعب بفرض ما سمي بالاتفاق الإطاري وفشلت ودفعوا بالبلاد لأتون الحرب ، تخلوا الآن عن فكرة عدم الإغراق واستبدلوها بقائمة وضعوا عليها فيتو وهذه المرة بدلاً من الفلول اسموها (قوى الحرب) وهي القوى الداعمة للجيش ، يرغبون في عزلها وتغييب صوتها ورأيها في مستقبل البلاد. يعتقد هؤلاء الدكتاتوريين الصغار أن لهم حق إلهي في حكم البلاد وحدهم ليس لأن لهم شعبية أو أغلبية أو أي إسهام وطني يؤهلهم لذلك إنما بسبب كونهم مدعومون من الغرب ووكلائه في المنطقة.. وهيهات.
7
رضوخ الاتحاد الأفريقي باستمرار للضغوط الخارجية بسبب فقره وعوزه ويده السفلى الممدودة للاتحاد الأوروبي وبعض دول الخليج دوماً يجعل من هذا الاتحاد الذى علقت عليه آمال كبيرة في وحدة القارة سياسياً ونهضتها اقتصادياً، يجعل تلك الآمال تتسرب من بين يدى شعوب القارة، فبعد كفاح طويل خاضته القارة ضد المستعمرين هاهي منظماتهم تعيد إليهم المستعمرين الجدد من أبواب شتى فترضخ لضغوطهم وتنفذ سياساتهم وتستجيب لطلبات عملائهم، كأن القارة ما تحررت وكأننا لازلنا عبيداً في بلاط السادة البيض وكأن مريم ماكيبا ما غنت يوماً (أنا حرة في الجزائر.. انتهى عهد العبيد.).