عاجل نيوز
-كما يقول المثل الشعبی (الزول بلا غبينة ما بيداوِس) كذلك الكاتب (بلا قضية ما بيبدِع) فقد أبدع الرواٸی جهير السيرة الأستاذ عبد العزيز بركة ساكن،
روايةً جريٸةً،تحكی مآسی الحرب،وتمزج الواقع بالخيال،
حيناً بالفن،وأحياناً بالمباشرة،
لكن بإسلوبٍ سلس،وفكرة واضحة،لم يوفر فيها الكاتب حزباً أو جماعة أو جيشاً أو مليشيا إلَّا ونال منها بسوطٍ يلهب ظهر التجارب السياسية التی تسيَّدت علی السودان،
ووصف أحد الناشطين السياسيين ب(الدهقون)، وناشطة سياسية بإسم (النُخَيراء)!! وكان كما هو فی كل رواياته منحازاً للبسطاء من عامَّة الشعب٠
-الرواية الموسومة (الأشوس،الذی حلَّقت أحلامه مثل طاٸرةٍ مُسَيَّرة) فی طبعتها الأولیٰ 2024 م ،
والتی رسم غلافها ولوحاتها الداخلية الفنان راشد دياب،جاءت فی سبعة عشر عنوانا فرعياً،
وحشد لها المٶلف فی الصفحة الأولیٰ من الحِكَم والأمثال التی إجترحها خياله الخصب أو تلك التی نقلها مثل:-
(تجندوا فقراءتغنيكم الحرب): مثل جنجويدی٠
(إنَّ ثمار الأشاوس هی الخراب) :- مثل قروی
(ليس الشر داٸماً نتيحة لسوء النيَّات
لكنَّه فی الغالب نتيجة لعدم القدرة علی التفكير) :حنَّة آرانت٠
-جرت أحداث الرواية الأساسية فی قرية من قری الجزيرة وسط السودان(قرية بنات شلعی) بطل الرواية الأشوس اللواء أركان حرب وردان ود الفيل، سمسار العربات فی سوق نيالا سابقاً،
والقاٸد الجنجويدی حالياً،ويرسم الكاتب صورة كاريكتيرية للأشوس الذی يتكرر إسمه فی الرواية كاملاً غير منقوص
(الأشوس اللواء أركان حرب وردان ود الفيل)
ومن ضُبَّاط الجنجويد من يحمل رتبة راٸد علی كتفه الأيمن بينما يحمل علی كتفه الأيسر رتبة عقيد !!
وقد دخلوا القرية وعاثوا فيها فساداً،وكان العوض ود العوض من أعيان القرية،
ينادی بفكرة البقاء فی القرية والتعايش مع الجنجويد لكن لم يستجب سكان القرية لفكرته،ونزحوا عن القريةالتی لم يبقیٰ فيها إلّا القليل
ومنهم العوض وهو مهندس وزوجته سلمیٰ أستاذة الكيمياء،ونال العوض طلقة واحدة من مسدس الأشوس فی أذنه اليمنی،(فعبرت الطلقة جمجمته وخرجت من أُذنه اليسریٰ
مصحوبة بقدرٍ معقولٍ من مكونات المخ الطريَّة والعظام وَدَوِّی الإنفجار وراٸحة الدم الطازج)
إن إطلاق الرصاص فی أذن الإنسان اليمنیٰ عِقابٌ مناسبٌ إذا لم يستجب الشخص للأوامر الواضحة،
وإلَّا لماذا ألصق الخالق ربُّ العالمين فی رأس الإنسان أُذنين بارزتين !! والله لا يخلق شيٸاً عبثاً،،وتستمر السخرية المريرة من الجنجويد فی فصول الرواية٠
– وقد وظًّفَ المٶلف معرفته الكبيرة بتراث دارفور،التی تعود إليها أُصوله،بجانب معرفته الواسعة بالجزيرة ووسط وشرق السودان حيث تَرَبًّیٰ وعاش وعمِل،
وقد فضحت الرواية تاريخ (الأشوس الأعظم) وعمله فی وظيفة دمباری وهی وظيفة ساحر يسخِّر سِحرَه للسيطرة علی أسراب الجراد
حماية للزرع وينال مقابل ذلك أجره من المزارعين،ولابد للدمباری أن يكون نجساً يستحم بالمريسة،
تعرًّض الدمباری ذات يوم لحادثة مريعة عندما قطع عليه،ناس النهب المسلَّح الطريق،وكان فی صحبة ثلاثة رجال وامرأتين وطفلتين،وسلب منهم ناس النهب المسلح كل ما يملكون،
وزيادة فی إهانتهم طالبوهم بخلع ملابسهم كلها والرقص عرايا رجالاً ونساء،ونهبوا كذلك حمار الدمباری،
الريفاوی،
وتصف الرواية إن الدمباری لم يحزن علی كرامته المهدرة بقدر حزنه علی حماره القوی
فالمال اهم عنده من الكرامة !!
-أستاذة الكيمياء سلمی زوجة العوض والتی رغب الأشوس اللواء اركان حرب وردان ود الفيل نكاحها
إستخدمت براعتها العلمية وكيدها النسوی للإنتقام لزوجها القتيل فاستخلصت سُمَّاً زُعافاً من قشر بذور الخروع،
وقامت بمساعدة الخالات الثلاث اللاٸی بقين فی القرية واحدة من الشمالية واخریٰ من كردفان والثالثة من دارفور،
فی وليمة عرس الأشاوس بصناعة العَرَق والعسلية ومزجتها سلمی بالسم،فقضت علی الأشاوس،وتحوَّل الأشوس اللواء إلیٰ (زومبی)!!
-وفی الرواية شخصيات مهمة جداً مثل (ديك العوض) الذی ولدته أمه ولم تَبِضْهُ !! كطفرةٍ جينية فی رأی العلم أو (ولادة جِنِيَّة) فی رأی الفكی!!
حاول الأشاوس قتل الديك لكنهم لم يتمكنوا من إصابته فی كل مرة وهم من يزعمون إن بإمكانهم صيد جرادةٍ عالقة فی عاصفة !!
-لم يتمكن أی كاتب منذ إندلاع حرب الكرامة أن يُجَسِّد مآسی الحرب مثل ما فعل الاستاذ عبد العزيز بركة ساكن،الذی إتَّخذ منذ اليوم الأول للحرب موقفاً واضحاً ضد الجنجويد
حقيقه ابدع وبرع فيها و يا ريت توافونا بالروايه كااااامله فهو إبن البيئه واقدر من يصف كل تصرفاتهم بصدق وعبارات حقيقه زي كلمة ( دمباري ) ما كنا نعرف إنو ساحر متخصص في الجراد رغم علمنا ان هناك من يحول الجراد إلى لي اي إتجاه ويسوقه بعصا / من غير شك الروايه تكون غنيه جدا بمفردات جديده علينا و مؤكد ستنتشر وتلاقي رواج منقطع النظير / مبرررروك يا ساكن و احيييك الما لبسته ( كدمول ) و ركبت الموجه مع اللصوص !!!!