عاجل نيوز
الخرطوم – يوليو 2025:
في تسجيل مصوّر على قناة تسمي أثير تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر ضابط في الجيش يدعي (يوسف السنوسي محمد كوكو) يروي بشهادة مؤلمة تفاصيل ما وصفه بـ”الجحيم الصامت” داخل معتقلات الدعم السريع.
تحدث يوسف بصوت متعب ولهجة يغلب عليها الأسى، كاشفًا عن ممارسات لاإنسانية بحق المعتقلين من عسكريين ومدنيين على حدّ سواء.
وقال يوسف السنوسي إنه تم القبض عليه في إحدى المناطق بالقرب من مصفاة الجيلي من منزلهم حيث أن والده فريق في الجيش حسبما ذكر واسمه ( السنوسي محمد كوكو ) .
وأضاف يوسف ان مجموعة مسلحة من الدعم السريع حضرت الي منزلهم بالقرب من مصفاة الجيلي لاعتقال والده. ولكنه ، دعا والده للخروج ، من المنزل وانه سيقوم بالتفاهم معهم ..
وقال (يوسف السنوسي) انهم والحرس الخاص بوالده وعددهم 4 اشخاص تم اعتقالهم دون تهمة واضحة، وأنهم طلبوا منهم ان يخبروهم بمكان والده (الفريق السنوسي) وتم اقتياده إلى معتقل تابع لقوات الدعم السريع .
حيث بدأت معاناته منذ لحظة وصوله. “أول ما وصلنا نزعوا مننا كل حاجة: الموبايلات، البطاقات، حتى الساعات. دخلونا على زنزانة ضيقة كأنها مقبرة، كنا 20 شخص في مكان ما يشيل 5”.
وبحسب شهادته، فإن المعتقلين كانوا يعيشون في ظروف “أشبه بالعدم”، حيث لا طعام كافٍ، ولا مياه صالحة للشرب، ولا علاج للمرضى. أضاف: “في ناس كانت تصرخ من الألم وما في زول بيجي، كأنك ما موجود. مريض أو جعان أو تعبان… مصيرك تصبر أو تموت.”
معاناة مستمرة داخل الزنازين
على مدار أيام الاعتقال، شاهد الضابط – كما يروي – زملاءه يفقدون الوعي بسبب الجوع والإعياء. يصف المكان قائلاً: “ريحة كريهة، لا في تهوية، لا في نور. الليل والنهار ما فارقين، بس في ألم وصراخ.”
كان المعتقلون يُجلدون لأي سبب. مجرد سؤال بسيط أو نظرة احتجاج كفيلة بأن تُعرض صاحبها للضرب. وتابع: “يومياً كانوا ياخدوا عشوائي 3 أو 4، نسمع صوت الجلد والصراخ وما نعرف مصيرهم. أحياناً ما يرجعوا.”
هذه التجربة القاسية لم تقتصر على الجسد فقط، بل تركت آثارًا نفسية عميقة. “فكرت أضرب راسي في الحيطة وأموت… لكن كنت بقول يمكن يجي يوم وأحكي للناس، أوصل صوت المعتقلين اللي لسه جوه.”
الهروب والنجاة بأعجوبة
يروي الضابط أنه استطاع الهرب من المعتقل خلال حالة من الفوضى الأمنية، مستغلاً ثغرة مؤقتة في التمركز العسكري. “جريت، ما كنت شايف قدامي، بس كان لازم أطلع. مشيت في الخلاء أيام من غير أكل، وكنت خايف أموت، لكن وصلت الحمد لله.”
ورغم نجاته، لم تكن النجاة نهاية القصة. بل بداية لمسؤولية أكبر – على حد وصفه – في نقل معاناة من تبقوا داخل الزنازين.
> “في معتقلين جوه، في ناس مظلومة، في زول لازم يوصل صوتهم.”
غياب الرد الرسمي
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان رسمي للرد على ما جاء في الشهادة المصوّرة، كما لم تعلن الجهات المعنية في الحكومة السودانية عن فتح تحقيق أو تعليق رسمي حول مزاعم الانتهاكات.
شهادات تتكرر
هذه الشهادة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن انتشرت على وسائل الإعلام تقارير عن سوء أوضاع المعتقلين في مناطق النزاع، خصوصًا مع تصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع الأخير.
وتطرح هذه الإفادات تساؤلات كبيرة حول مصير الآلاف من المعتقلين غير المعروفين، والذين قد لا تتاح لهم فرصة إيصال أصواتهم للعالم، كما فعل هذا الضابط.
⛔️ شاهد الفيديو من هو