عاجل نيوز
الجيش السوداني من أعظم جيوش العالم إنضباطا واحترافية في القتال، فهو جيش مدرب ومؤهل ومعد إعداد عالي للقتال وخاض حروب ، انهارت بسببها جيوش في معظم الدول الأفريقية وحتي العربية وما سوريا بعيدة عن الاذهان
ويقاتل الجيش السوداني بإستراتيجية وتكتيك ونظريات قتال حديثة ، امتزج فيها الخبرة السودانية الخاصة والتي إمتدت ما قبل الاستقلال وتحديدا 1954 وحتي يومنا هذا ، إمتزجت تلك الخبرة الطويلة بالدراسات الحديثة
فالجيش حركته بطيئة نعم لأنه يتحرك على نطاق واسع؛ يأخذ وقت في التجهيز والتحضير ولكنه يبسط سيطرته وبشكل لا رجعة فيه على مناطق واسعة. تحريك عدة متحركات بطبيعة الحال يأخذ وقت.
تحررت سنار والجزيرة والخرطوم بهذه الطريقة، ويبدو أن تحرير كردفان ثم دارفور سيكون بوتيرة أسرع.
المليشيا يمكن أن تشن أكثر من 100 هجوم كلها فاشلة كما حدث ويحدث في الفاشر أو كما حدث بذات الدرجة والكثافة في المدرعات؛ الجيش لا يعمل بهذه الطريقة.
لقد رأينا كيف حرر الجيش مناطق من الجيلي مرورا ببحري والخرطوم وحتى الحدود مع جنوب السودان، كلها أصبحت خالية من التمرد بشكل حاسم.
أكبر هزيمة للمليشيا ليس خسارة المناطق، ولكن مواجهة الحقيقة المرعبة والتي تقول بأن انتصارات الجنجويد هي دائما انتصارات لحظية وعابرة والجيش لا يهزم حتى وإن تأخر.
اليوم يدرك كل جنجويدي في قرارة نفسه أنه حتى لو استطاع العودة إلى الخرطوم وإلى الجزيرة وسنار فإنه سيخرج هاربا في النهاية.
الجنجويد لم يكونوا يصدقون أن الشعب السوداني سيقاتلهم ويطردهم؛ إعتقدوا أنهم انتصروا وأن الخرطوم والجزيرة وسنار وكل المناطق التي احتلوها قد أصبحت ملكهم إلى الأبد.
هذا الوهم لم يعد موجودا الآن، ولاشك أنهم يدركون الآن أن وجودهم في دارفور نفسها عرضي ومؤقت وأن الجيش قادم مهما تأخر. إنها مسألة وقت. هذا الشعور هو الهزيمة الحقيقية.