عاجل نيوز
فشلت النسخة الأخيرة من مؤامرة العدو الإماراتي في لندن في أن تمرّر أجندتها، ولا تزيُّد في اعتبار ذلك نصر جديد للدبلوماسية السودانية المُرتكزة على انتصارات عسكرية استراتيجية متتالية، رغم حشد أبوظبي لمرتزقتها المُعتادين من السياسيين السودانيين.
رغم إصرار بريطانيا على إقصاء الحكومة السودانية عن التحضير والمشاركة للمؤتمر بإيعاز من العدو الإماراتي في أبوظبي، وذلك للإمعان في تأكيد سردية “طرفي النزاع” و”عدم وجود دولة” في السودان، فقط أرض خلاء يتقاتل فيها أطراف غير عاقلة، يجب أن يتدخل العالم “العاقل” لإجبارهم على التفاوض.
أفصح وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحفي للإعلام البريطاني قبل مؤتمر لندن بأن السودان قد كلّف دول شقيقة وصديقة بعرض وتأكيد أولويات الحكومة ومواقفها من القضايا المعروضة، وقد كان.
شارك في مؤتمر لندن 20 دولة ومنظمة اقليمية ودولية، وجميعهم اتفقوا على أن يحوي البيان الختامي للاجتماع نصوص واضحة وصريحة حول القضايا الجوهرية والمحورية المتوافقة مع الحد الأدنى للأولويات الوطنية للسودان وهي:
– التأكيد على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية.
– تأكيد جميع الدول على احترام وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.
-التأكيد على رفض أي إجراءات تؤدي لتقسيم السودان، ورفض تشكيل أو التخطيط لتشكيل حكومة موازية.
– التأكيد على رفض وعدم التدخل الخارجي في الحرب.
بالتأكيد لن يتفاجأ أحد عندما نقول أن الدولة الوحيدة التي رفضت وجود هذه البنود بالبيان الختامي، رغم استمرار التفاوض خلال ساعات نهار أمس بين أبوظبي من طرف وبين أشقاء وأصدقاء السودان ممثلي كل من مصر والسعودية وقطر وتركيا.
أفشل تعنت ورفض أبوظبي إصدار بيان ختامي يُراعي المبادئ أعلاه، واكتفى الاجتماع بصدور بيان يحوي بعض المعاني بتوقيع خُماسية رئاسة المؤتمر “الاتحاد الافريقي، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا”.
الإصرار الإماراتي كشف مرة أخرى أنها الدولة التي تحارب السودان، وتعمل على تهديد وحدة السودان، وتهجير شعبه وانتهاك سيادته واستتباعه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وتعمل على انتهاك كل المبادئ والتقاليد المعلومة في العلاقات الدولية، وترفض حتى مجرد كتابتها ولو كذباً.
لقد كان الهدف الرئيسي من المؤتمر إنشاء مجموعة اتصال دولية جديدة حول السودان، تواصل في إقصاء الحكومة، وتعترف بسلطة الجنجويد كـ “طرف صراع”،
وتكون بمثابة واجهة تُحارب من خلفها ومن بينها أبوظبي السودان وتُقوّض سيادته، وتفرض عليه خارطة طريق يؤدي لصناعة منبر تفاوضي يتجاوز جدة.
إن تجربة مؤتمر لندن وسابقيه تشرح كيف أن أبوظبي لا تملك الوزن والنفوذ الدولي الكافي -تُقرأ لا تملك التاريخ الاستعماري- لقيادة أي جهد منفرد ضد السودان،
لإجباره وإخضاعه للقبول بجنجويدها وسياسييها، فهي تحتاج لبناء مجموعات وتحالفات لتمرير مؤامرتها، حاولت وفشلت عبر الإيقاد، وحاولت وفشلت في جنيف عبر مجموعة ALPS،
وما حاولته مؤخراً وفشلت فيه أيضاً من مسرحية سمجة في الاتحاد الافريقي، وتأتي دائماً مع آخرين، مستصحبة كمريراتها من السودانيين الذين ارتضوا بيع بلدهم وأهلهم مقابل سراب العودة للسلطة، وربما بعض الحوافز الأخرى.
حرب الغزو والعدوان الإماراتي على سيادة دولتنا وبقاء مؤسساتنا الوطنية هي حرب ندافع فيها عن حقنا ضد الإبادة والإزالة من الجغرافيا، عن ذاكرتنا وتاريخنا، عن سيادتنا ومستقبلنا، عن أهلنا ومؤسساتنا، وهي حرب ستُحسم أولاً في الميدان بكسر جنجويد أبوظبي.