عدت فوجدت وطنًا جريحًا.. ولم أجد دولة!
العائدون يواجهون الصدمة: رسوم جمركية مفاجئة تعرقل دخول الأثاثات المستعملة رغم قرار الإعفاء
عاجل نيوز –راقية حسان
في مشهد يلخّص مأساة آلاف السودانيين العائدين إلى بلادهم بعد الحرب، تروي الصحفية راقية حسان تجربتها الشخصية التي أصبحت لسان حال الكثيرين ممن وجدوا أنفسهم بين قرارات متضاربة وواقع مرير.
تقول راقية في مقالها تحت عنوان «عدت.. وجدت وطنًا ولم أجد دولة»:
“بعد اندلاع الحرب، لجأ ملايين السودانيين إلى دول الجوار وفقدوا كل ممتلكاتهم، فاضطروا لشراء أثاثات جديدة هناك على أمل العودة بها بعد توقف الحرب. وبناءً على قراركم – السيد مدير عام الجمارك – بإعفاء العفش المستعمل من الجمارك، بادر الكثيرون إلى شحن مقتنياتهم. لكن المفاجأة الكبرى كانت في فرض رسوم جمركية جديدة دون سابق إنذار أو قرار واضح.”
وتضيف:
“أنا واحدة من هؤلاء، إذ ما زال عفشي محتجزًا في جمارك منفذ أرقين، وإجراء غير منطقي جعل كل الأثاثات تُدرج في قائمة واحدة باسم شخص واحد، وكأنه تاجر، لتحدد على أساسها الرسوم! كيف يُعقل أن تُفرض جمارك على مواطن عائد فقد كل ما يملك؟”
وتتابع راقية بأسى:
“عدت لأساهم في إعادة البناء ولو بقلمي، فلم أجد سوى تخبط في القرارات، ومواطن تائه وحقوقه ضائعة، وعدت فوجدت مافيا القرارات هي التي تسيطر على كل شيء… عدت فوجدت وطنًا جريحًا، ولم أجد دولة.”
ويعبّر المقال عن صرخة صادقة من داخل وجدان العائدين، الذين حلموا بالعودة إلى وطن يحتضنهم، لكنهم اصطدموا بواقع إداري صعب يهدد بفقدانهم لما تبقّى من ممتلكاتهم للمرة الثانية.