عاجل نيوز
مازالت هذه الحرب المضروبة علي الشعب السوداني تتحفنا عند كل يوم بقصص وبطولات اغرب من الخيال تتجلي فيها اسمي معاني الفداء والتضحية لانسان هذه الارض.
واحدة من تلك النماذج ثورة الشيخ صالح (الامبرراوي) ذلك الجسد النحيل والقلب الاسد
الذي تصدعت امامه كل مخططات المليشيا في غزو ولاية القضارف وحظيرة الدندر والرصيرص
وجعل من ابوشوتال ارجوزا هائما علي وجهه مهرطقا بالميديا من بعد ان سلبه اي ميزة علي الارض.
بوسائل بدائية ابتدر الشيخ صالح مقاومته يتبعه عدد من الفتية لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة
اذ كانوا يستهدفون الجنجويد برماح ونشابات مسمومة مصنوعة من القش
لايملكون سواها من سلاح ولاحتي احزية تقيهم اشواك واحراش تلكم الغابات
ولاسيما الجنجويد بذروة انفتاحهم علي الصعيد سقطت سنجة وجبل موية والسوكي والدندر
وسنار مضروب عليها الحصار والروح المعنوية منهارة والجيش متراجع
وقوات ابوشوتال تنتهز هذه السانحة في تسوية حساباتها القديمة برز الشيخ صالح وفتيته باثا روح المقاومة
ومحاربة الياس مطالبا المواطنين بعدم النزوح وترك اراضيهم وزعهم وممتلكاتهم
فكانوا يسخرون من مطالبه المستحيلة قياسا بمدي الاحباط والخوف.
أول اشتباك مع الجنجويد بعد سقوط سنجة والسوكي والدندر وفرار الالاف سبح العمدة صالح عكس التيار
بقوة صغيرة راجلة، تحمل ثلاثة بنادق والباقي نشابات عبر العمدة صالح نهر الرهد إلى الضفة الأخرى.
بلا سيارات وبذخيرة محدودة. في الضفة الأخرى كانت هنالك سيارات لمواطنين هربوا من الدندر وتركوها
لأنهم وجدوا النهر ممتلئ ونجوا بأنفسهم. جاء الدعامة لأخذها وشفشفتهاولكن الهلاك كان في انتظارهم
مجسدا بالشيخ صالح تم إنقاذ العربات. هكذا بدأت رحلة مقاومة طويلة للجنجويد من مناطق نائية بعيدة معزولة
بظروف الطبيعية والخريف والأمطار والخيران انتهت بمطاردة الجنجويد ودحرهم من الدندر والسوكي واللكندي
وعشرات القري بعضها حواضن للجنجويد مقفولة انطلقت منها ايادي الغدر ككامراب ومحاصرة الجنجويد بسنجة
في حلة إسمها “دبركي”، دخلها الجنجويد صباحا وقاموا بنهب السوق وسوق البهائهم؛
جمعوا البضائع بمهلة واطمئنان ثم ذهبوا إلى جزار وأخذوا منه بهيمه وأتوا بها إلى امرأة لتقوم بشوائها لهم،
فأكلوا ثم طلبوا منها أن تعد لهم القهوة واحد المواطنين لحظتها يتصل علي العمدة صالح، أفزعنا!
وصلت قوة صغيرة من قوات العمدة وانضم لها مواطنين مسلحين من الحلة وقع اشتباك وشهداء من المواطنين
ولكن تم قتل الدعامة لم يخرج منهم سوى ثلاثة لاذوا بالفرار. هذه كانت أول حلة يفزعها العمدة صالح،
بعد أن قاتل الجنجويد واسترد منهم منهوبات توصلت إليه الأجهزة الأمنية وبدأت تدعمه بالسلاح والذخيرة والمؤن والعربات القتالية.
وبدعم القوات الملسحة والحكومة استطاع العمدة صالح تكوين قوات هجومية تقدر ببضعة آلاف
استطاعت التصدي لإجرام الجنجويد في مناطق واسعة بين الدندر وجنوب ولاية القضارف والنيل الأزرق.
خاضت قواته معارك شرسة وكبدت الجنجويد خسائر واحتسبت شهداء- تقبلهم الله.
تطورت قواته لتضم قبائل أخرى من العرب الكنانة والمساليت وأولاد الصعيد وغيرهم.
وحتى ضباط من الجيش حموا مناطقهم وتقدموا فزعا وهجوما ومطاردة ببسالة منقطعة النظير و الزحف الكبير لجيوش سنار نحو الجزيرة ومدني.
قوات العمدة صالح حاليا تعمل كقوات عمل خاص تابعة للجيش وتحت إمرته تقاتل بوعي وطني وروح دينية ضمن ملحمة الكرامة
التي تجري على امتداد التراب السوداني المترامي الأطراف، وفي كل جزء منه بطولات وتضحيات كلها تؤكد صلابة عود هذه الدولة وأنها لن تنكسر ولن تُهزم.