عاجل نيوز
عاجل نيوز

ثم ماذا بعد تحرير الخرطوم ❓️

عاجل نيوز

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في ظل عالم يتغير بسرعة غير مسبوقة، يواجه السودان تحديات مصيرية لا يمكن تجاوزها بمنظورات محلية ضيقة أو رؤى تقليدية،

 

 

 

 

لقد حان الوقت للانتقال من النطاق القطري إلى الأفق العالمي، حيث يتموضع السودان في قلب الحراك الفكري والتنموي العالمي، لا كمتلقٍ سلبي، بل كفاعل رئيسي يساهم في إعادة تعريف التوازنات الجيوسياسية والاقتصادية.

 

 

 

 

إن النظرة إلى السودان كدولة محصورة ضمن إطارات جغرافية وسياسية ضيقة تعيق قدرته على لعب دور عالمي،

 

 

 

تحتاج العقلية السودانية إلى تحرر جذري من المحددات الكولونيالية والإقليمية التي تعيق انطلاقها، فالسودان ليس مجرد دولة نامية تسعى للبقاء،

 

 

 

بل يمكنه أن يكون مركزًا لإنتاج الأفكار، ومحورًا لاقتصاديات بديلة، وفضاءً لصياغة نموذج تنموي جديد يتجاوز ثنائية المركز والهامش.

 

 

 

 

المعرفة التي ندعو لها ليست مجرد أداة لفهم الواقع، بل وسيلة لإعادة تشكيله، يجب على السودان أن يتبنى منهجًا معرفيًا قائمًا على إنتاج الفكر،

 

 

 

لا استهلاكه فقط، فبدلاً من انتظار الحلول المستوردة، ينبغي تطوير حلول سودانية للمشكلات السودانية،

 

 

 

ثم تصديرها للعالم، سواء في مجالات الزراعة المستدامة، إدارة الموارد، الحوكمة البيئية، أو حتى الفلسفة الاجتماعية والسياسية.

 

 

 

 

ليست العالمية نقيضًا للهوية، بل وسيلة لتعزيزها، فبدلاً من الانغلاق في هوية دفاعية، يجب إعادة تعريف الهوية السودانية ضمن إطار مفتوح،

 

 

 

يسمح لها بالتفاعل مع الهويات الأخرى، دون فقدان جوهرها، هذا يستلزم قراءة جديدة للتاريخ السوداني، ليس كحكاية معزولة، بل كجزء من حركة التاريخ العالمي،

 

 

 

 

حيث ساهم السودان في تشكيل الحضارات الإفريقية والعربية والإسلامية، ويمكنه اليوم أن يكون جسرًا بين هذه العوالم، إن التحول نحو العالمية لا يعني التبعية، بل القدرة على التأثير. وهذا يتطلب:

 

 

 

• تطوير رؤية استراتيجية تستفيد من الموقع الجغرافي الفريد للسودان كمركز للتواصل بين إفريقيا والعالم العربي والغرب.

 

 

 

 

• تبني سياسات تعليمية تركز على الإبداع والتفكير النقدي، بدلاً من التلقين.

 

 

 

• بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، لا على المواد الخام فقط.

 

 

 

• تعزيز الدبلوماسية الثقافية والاقتصادية كسلاح ناعم لتثبيت موقع السودان في الخارطة الدولية.

 

 

 

 

 

السودان ليس هامشًا للعالم، بل يمكنه أن يكون مركزًا جديدًا لصناعة الأفكار والحلول، مفتاح ذلك يكمن في تجاوز المحلية الضيقة، والانطلاق برؤية تتجاوز الجغرافيا والسياسة التقليدية، نحو مستقبل أكثر إشراقًا وارتباطًا بالعالم.

 

 

 

 

لتحقيق هذه الرؤية، يمكن للشباب المجاهد أن يكون القوة الدافعة للتحول عبر نهج استراتيجي قائم على نظرية اللعبة، حيث يتحول كل فاعل إلى عنصر مؤثر في معادلة التغيير، يتطلب ذلك إعادة توزيع الأدوار:

 

 

 

1. بناء شبكات معرفية تدمج بين الخبرات المحلية والعالمية، عبر منصات بحثية وحاضنات ابتكار.

2. تشكيل تحالفات استراتيجية مع جهات دولية وإقليمية لتعزيز النفوذ السوداني.

 

 

 

 

3. تطوير مشاريع إنتاجية تستثمر في الموارد المحلية وفق منهج الاقتصاد الدائري.

4. إعادة هندسة المؤسسات لضمان استدامة الإصلاحات.

 

 

 

المجاهدون هم اللاعبون الرئيسيون الأكثر فاعلية، وإن أحسنوا تحديد استراتيجياتهم، سيتحول السودان إلى مركز عالمي جديد.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.