عاجل نيوز
عاجل نيوز

عمار العركي | الجيش يكتب التاريخ، ودقلو يقرا من ورق محترق مخاطبا الأشباح

عاجل نيوز

 

 

 

 

 

 

▪️في خطاب متلفز لا يخلو من التهديدات والخيال السياسي، خرج المتمرد عبد الرحيم دقلو، قائد ثاني مليشيات الدعم السريع، مخاطبًا السودانيين من إحدى مناطق دارفور التي تسيطر عليها المليشيا، ليعلن نفسه من هناك حاكمًا وقاضيًا ووزيرًا، وكأنه يتحدث باسم دولة مكتملة الأركان!

 

 

 

 

▪️الخطاب، الذي صدر في الثالث من أبريل 2025، جاء قبل اسبوع من مع محاكمة لاهاي المترقبة لدولة الإمارات على دعمها المستمر للمليشيا. لكنه لم يأتِ مع إحساس بالنصر؛ إذ أن المليشيا تعيش واقع انهيارات بعد انتكاسات وهزائم مريعة وتقهقر واضح

 

 

 

بينما يُثبت الجيش السوداني – بقوة وبعزيمة – أنه قادر على استعادة المواقع الحيوية وتحرير القيادة العامة والقصر الجمهوري والخرطوم في اطار خطته المعلنة عن تحرير كافة الآراضي السودانية وحسم التمرد بشكل جذري عسكرياً.

 

 

 

_توقيت الخطاب – بين الانتكاسات والانتصارات_

 

 

 

 

▪️قبل الخطاب، شهدت المليشيا هزائم فادحة، أبرزها سقوط مدينة ود مدني، التي كانت تُعد مركزًا استراتيجيًا مهمًا في الجزيرة. هذه الخسائر أدت إلى تراجع مؤقت في معنويات المليشيا.

 

 

 

▪️الانتقالات العسكرية الإيجابية لقوات الشعب المسلحة: لم تدم تلك الانتكاسات طويلاً، حيث قفزت قوات الشعب المسلحة إلى العلن بتحرير القيادة العامة، والقصر الجمهوري، واستعادة الخرطوم من قبضة المليشيا، مما أكسبها زخماً جديداً وثقة شعبية.

 

 

 

▪️جاء الخطاب قبيل جلسة محكمة العدل الدولية التي ستنظر في دعوى حكومة السودان ضد دولة الإمارات بتهمة دعم المليشيا، ما يشير إلى محاولة لتشتيت الانتباه عن المسار القضائي الدولي وإضعاف الضغط الدولي على المليشيا وداعميها.

 

 

 

 

_دلالات الخطاب – بين الوهم ومحاولة إعادة الهيكلة_

▪️يُظهر الخطاب محاولة لفرض صورة جديدة للدعم السريع كقوة قادرة على اجتياح ولايات الشمال، رغم أن الواقع يشير إلى تراجع المليشيا أمام قوة الجيش الثابتة.

 

 

 

 

▪إصدار قائد المليشيا أوامر إدارية وأمنية لتنظيم الحياة في مناطق سيطرتها، خاصة في جنوب دارفور ونيالا، في محاولة لإعادة إحياء مشروع حكم محلي بديل.

 

 

 

إلا أن هذه المحاولات تعكس فقط محاولة لملء الفراغ الإداري الناتج عن انهيار مشروع المليشيا على أرض الواقع

 

 

 

 

▪️خطاب جهوي إنقسامي

باستخدم دقلو لغة تهديدية، مشيراً إلى مدن مثل عطبرة ودنقلا والعبيدية، في محاولة لتقسيم البلاد وإثارة الخوف بين المواطنين، إلا أن هذه التهديدات تبدو مجرد صراخ من جهة فقدت واقعها بعد الانتصارات العسكرية.

 

 

 

 

▪️داخليًا، يسعى الخطاب إلى رفع معنويات العناصر المتبقية في المليشيا وتحفيزها على استمرار القتال، أما خارجيًا فهو محاولة لتذكير العالم بأن القوة العسكرية التي يدعمها جهات خارجية لا تزال تشكل تهديداً.

 

 

 

_الآثار المحتملة – بين الهشاشة والتداعيات_

▪️ يُعد التوسع المعلن للمليشيا في ولايات الشمال تهديدًا لوحدة السودان، إذ يمكن أن يؤدي إلى تفتيت البلاد على أسس جهوية، لكن هذا التهديد يحمل في طياته وعودًا فارغة لا تمت للواقع بصلة.

 

 

 

▪️أي محاولة لتوسيع الصراع نحو ولايات مجاورة لمصر والبحر الأحمر قد يؤدي إلى تدخلات إقليمية ويشكل خطراً على أمن المنطقة، في حين أن الخطاب ذاته لا يقدم أي عناصر جديدة سوى لهو الفوضى.

 

 

 

▪️الخطاب يلوح بالتصعيد لأجل تحويل ميزان التفاوض المرجح لكفة الجيش ، وتحسين موقف المليشيا التفاوضي . ومع ذلك، فإن هذا التصعيد يبدو كصورة رمزية لهزيمة المليشيا، حيث تبرز كلماتها الفارغة بوضوح.

 

 

 

 

▪️ التهديدات المتصاعدة قد تؤدي إلى نزوح جماعي للمواطنين وتفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق التي كانت تشكل ملاذاً آمنًا للنازحين، إلا أن هذا التأثير الفعلي يحمل وطأة الانهيار الداخلي الذي تعاني منه المليشيا.

 

 

 

 

▪️التشويش علي محكمة لاهاي ، توقيت الخطاب مع جلسة محكمة لاهاي يشير إلى محاولة لتشويش الأجواء السياسية والقضائية وإضعاف الضغط الدولي على الجهات الداعمة للمليشيا. ومع ذلك، فإن هذا التشويش لا يعوض عن فراغ محتوى الخطاب الذي يبرز كرمز لهزيمة المليشيا وانهيار مشروعها.

 

 

 

 

▪️يتضح من الآثار المحتملة أن الخطاب، وإن حاول أن يبثّ روح التهديد والتحدي، إلا أنه في جوهره فارغ لا يُخفي حقيقة انهيار مشروع المليشيا وتراجع قوتها، مما يعكس بوضوح أن الكلمات لا تعوض عن الإنجازات العسكرية على أرض الواقع.

تجاهل رسمي محسوب… ورد غير مباشر أكثر تأثيرًا_

 

 

 

 

ما يلفت الانتباه أن الخطاب لم يُستجب له برد رسمي مباشر من قبل الجهات الحكومية؛ وهذا قرار مدروس لتفادي منح المليشيا شرعية سياسية.

 

 

 

 

بدلاً من ذلك، ظهر رد غير مباشر من خلال وسائل الإعلام الرسمية والبيانات التحليلية التي أفندت مزاعم المليشيا وأبرزت حقيقة مشروعها المنهار. هذه الاستراتيجية أدت إلى تقويض محاولة المليشيا لاستغلال الخطاب وترسيخ الثقة في قوات الشعب المسلحة والوحدة الوطنية.

خلاصة القول ومنتهاه_

 

 

 

 

ليس خطاب المتمرد عبدالرحيم دقلو مجرد كلمات تُردد في الهواء، بل هو محاولة يائسة للهروب من واقع الانهيارات والانتكاسات التي عاشتها المليشيا. بينما يثبت الجيش السوداني – بحزم وشجاعة –

 

 

 

أنه قادر على إعادة كتابة معادلات النصر على أرض المعركة، يظل التاريخ شاهدًا على أن الإنجازات العسكرية الحقيقية تُقاس بدماء الأبطال وصمود الشعب، وليس بكلمات فارغة تُلقى على ورق محترق.

 

 

 

▪️المعركة لم تنتهِ بعد، لكن كل يوم يُكتب فيه التاريخ يُظهر أن الشعب السوداني وقواته المسلحة سينتصران دائمًا في مواجهة كل محاولات الفتنة والتقسيم.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.