عاجل نيوز
في مشهد درامي يعيد صياغة قواعد الاشتباك، خلطت إيران أوراق الحرب المفتوحة في الشرق الأوسط، بعدما أثبتت أن التفوق العسكري الإسرائيلي ليس مطلقًا، وأن زمن احتكار الرد قد ولّى، خاصة مع توسّع مدى الصواريخ وتعقّد قدراتها.
لقد بات من الواضح، في ضوء تطورات الأسابيع الماضية، أن المطالبة بامتلاك وسائل ردع متكافئة لم تعد ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية. منطق القوة الذي يحكم العلاقات الدولية اليوم، يجعل من حق كل دولة السعي لحماية سيادتها، خاصة في ظل غياب عدالة معيارية في توزيع أدوات الردع حول العالم.
إذا كانت دول كبرى في المنطقة تتمتع بترسانات متقدمة وتحظى بغطاء دولي، فإن دولًا أخرى لا ينبغي أن تُمنع من بناء قدراتها الدفاعية، سواء نووية أو تقليدية، خصوصًا عندما تتعرض لتهديدات متكررة ومعلنة.
إسرائيل اليوم، وفق تقييمات متزايدة، تعتمد بشكل شبه كامل على تفوقها العسكري كأداة نفوذ إقليمي. ومع ذلك، فإن ظهور مراكز قوة أخرى قادرة على ردع هذا التفوق، يعيد التوازن إلى معادلة كانت لوقت طويل مختلة لصالح طرف واحد فقط.
العالم يشهد اليوم تحولاً في النظرة إلى مفهوم الردع، وقد حان الوقت لإعادة تقييم سياسات الحظر والتقييد التي لم تعد تتماشى مع الوقائع الجيوسياسية المعقدة.