عاجل نيوز
زيورخ – عاجل نيوز | 18 يونيو 2025
في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، أعلنت السودانية ماندي محمد عثمان أبو شوك، عن ترشّحها رسميًا لرئاسة الحكومة المحلية في مدينة زيورخ السويسرية، إحدى أهم الحواضر الاقتصادية في أوروبا، وذلك ضمن الانتخابات المقررة في 8 مارس 2026.
وتعد ماندي، المولودة في الخرطوم في 29 سبتمبر 1989، أول امرأة من أصول سودانية وعربية وأفريقية ومسلمة تترشّح لهذا المنصب الرفيع في سويسرا، ما يعكس حضورًا متصاعدًا للجاليات المهاجرة في الفضاء السياسي الأوروبي.
من الخرطوم إلى البرلمان السويسري
عنوان فرعي داخل النص: ماندي.. مناضلة ابنة مناضلين، تحقق إنجازات غير مسبوقة في قلب أوروبا
حققت ماندي صعودًا لافتًا في المشهد السياسي السويسري، بعد فوزها في 2023 بعضوية برلمان ولاية زيورخ، بحصولها على 7,450 صوتًا، لتسجّل أعلى عدد أصوات بين مرشحي حزبها، متفوقة على وجوه بارزة من أحزاب أخرى. كما حازت في العام التالي على المركز الأول في انتخابات البرلمان النسائي لزيورخ، ما رسّخ مكانتها كصوت نسوي تقدمي مؤثر.
ماندي الحاصلة على درجة الماجستير في حقوق الإنسان، نالت في نوفمبر 2024 جائزة “امرأة العام” بمدينة زيورخ، تكريمًا لجهودها البارزة في مكافحة العنصرية والدفاع عن قضايا المهمشين والمهاجرين، خصوصًا النساء، ضمن أطر متعددة أبرزها عملها كرئيسة مشاركة لقسم مكافحة الاتجار بالنساء وهجرة الإناث في منظمة FIZ، ورئيسة قسم التعليم في منظمة برافا المعنية بقضايا اللاجئين.
جذور سودانية.. ومسيرة أوروبية لامعة
ينحدر والد ماندي، الصحفي والناشط محمد عثمان أبو شوك، من رموز النضال السوداني، وكان معتقلًا سياسيًا لحظة ولادتها، بينما تنتمي والدتها، د. مريم محمود، إلى مدينة ود مدني، وهي خريجة جامعة بغداد وناشطة نسوية شهيرة عملت في مستشفى الخرطوم قبل أن تغادر البلاد قسرًا بسبب القمع السياسي.
ورثت ماندي عن والديها روح النضال وعطاء المعرفة، ما صقل شخصيتها كقائدة مجتمعية، وكرّس صورتها في الوعي العام السويسري كـ”رمز للتنوع والإدماج والعدالة الاجتماعية”، وفق ما نقلته مجلة Tsürich التي أعلنت عن تكريمها في نوفمبر المقبل بجائزة “زوري” إلى جانب شخصيات أثّرت في المجتمع المحلي.
وتخوض ماندي سباق 2026 ليس فقط كمرشحة سياسية، بل كممثلة لصوت اللاجئين والنساء وأبناء الجاليات، في اختبار حقيقي لإمكانية اندماج الأجيال الجديدة من أصول مهاجرة في مراكز اتخاذ القرار بأوروبا.