عاجل نيوز
في صورة مؤثرة تداولها ناشطون على وسائل التواصل، ظهرت الطبيبة سماح إبراهيم إلى جانب زميلتها الدكتورة رايان مامون، التي تعمل حاليًا طبيبًا مقيمًا للطوارئ في المملكة المتحدة، بينما تعود الصورة إلى فترة خدمتهما الطبية في مدينة مدني وسط ظروف الحرب والنزوح.
رغم المعاناة الشخصية، ورحلة النزوح القاسية التي اضطرت فيها أسرتهما إلى مغادرة البلاد، قررتا البقاء، والعمل في معسكرات النزوح بالتعاون مع منظمات إنسانية، وتقديم الرعاية الصحية لكل من يحتاجها. تقول سماح:
“اشتغلنا في مدني أكتر من سنة أثناء الحرب. كشفنا على المرضى، تابعنا الحالات المزمنة، وقدمنا المساعدة الممكنة بكل المتاح لينا. قررنا نواصل، رغم الألم ورغم إننا نفسنا نازحين.”
تحكي سماح عن يوم لا يُنسى، رأت فيه الحرب بأقسى صورها، ولكنها في ذات اليوم، شعرت بأنها تملك قيمة حقيقية:
“ما كان عندي غير الكرسي والتربيزة، وأذني السامعة، وسماعتي وقلبي المفتوح.. لكن وجودي هناك، كان مهم جدًا. كنا بنقول للناس: إحنا معاكم، وهم كانوا بيشوفوا في كلامنا أمل، ونحن بنشوف في وجعهم دافع نكمل بيهو.”
وأضافت:
“دي ما صورة بس.. دي شهادة على إنك، حتى في اللحظات الأصعب، ممكن تلقى معنى حقيقي لحياتك. ممكن تكون مفيد، حتى بكلمة أو بحضورك.”
قصة الطبيبتين ليست مجرد لحظة توثيقية، بل هي شهادة حية على إنسانية الأطباء السودانيين الذين آثروا البقاء في الداخل، ومواصلة أداء واجبهم المهني والإنساني، في وقتٍ اختارت فيه الغالبية طريق الهروب من أتون الحرب.