عاجل نيوز
عاجل نيوز

لـواء رُكن (م) د. يـونس محمود | غزة .. وخيرات الامة  

عاجل نيوز

 

 

 

 

 

 

 

 

غزّة كما هو معلومٌ الآن هي واجهة القضية الفلسطينية التي نسجت حولها عناكب الصهيونية وحلفاؤها خيوط النسيان، وحبستها في قوقعةٍ حرجة، وأحاطتها بتدابير وإجراءات وحوائط صد تمنع عنها نُصرة القريب والبعيد من أُمّتها ( *العربية و الإسلامية* ) التي تسمع أصداء الإستصراخ والإستغاثة من عُمق الجراح الدامية في الجسد الفلسطيني عامةً والغزّاوي على وجه الخصوص،

 

 

 

 

وترى صنيع بني صهيون بـ ( *المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، الذين يقولون ربنا أخرِجنا من هذه القرية الظالم أهلها وأجعل لنا من لدُنك وليا وأجعل لنا من لدُنك نصيرًا* ) ولكن الأمّة قد طعمت من زمانٍ بعيد على أيدي أدوات وأزلام الصهيونية ( *الغرب الأمريكي والأوروبي* ) ووقعت فريسةً في أيدي الصيّاد، وذلك بالدعم المالي والمساعدات عبر عقود السنوات

 

 

 

 

من الصناديق الأمريكية وأذونات الصرف والمساعدات في أشكالها المختلفة ( *المحسوبة جيدًا* ) الأمر الذي كمّم الأفواه أن تقول كلمة الحق في وجه هذا الجور البائن، وقيد الأيدي أن تمتد بأي نوعٍ من الإعانة للشعب الفلسطيني فقط لأن ( *الأمّة* ) بكُل دولها محرومةٌ أن يجتمع أمرها على كلمة سواء، إذ طغت عليها ( *الأنا* ) فعكفت كل دولة منها،

 

 

 

 

ومملكة، وإمارة، وجمهورية، عكفت على نفسها، تجتر خوفها، وتداري وجهها كأنها لم ترَ ولم تسمع، ما يجري في غزّة من إبادة جماعية وتطهير عرقي هو الأسوأ في تاريخ الإنسانية؛ لأنه الأعنف أدوات، والأقسى وسائل، لأنه إستخدم كل مخزونات الجيش الأمريكي وحلف الأطلسي من الذخائر النوعية، والصواريخ، والمقذوفات ذات القُدرات التدميرية العالية،

 

 

 

 

ولأنه على الهواء مباشرة بفضل وسائل الإعلام والوسائط الحديثة، ولأنه يتم والقانون الدولي الإنساني يُراقب، ومجلس الأمن يتفرج، والأمم المتحدّة تتابع، ومنظّمات حقوق الإنسان، وجماعات،

 

 

 

 

وجمعيات الدنيا كلها تشاهد هذه المأساة، ولا يستطيع أحدٌ إيقافها عدا بعض أصوات الأحرار من مواطنين، وطُلاب على مستوى العالم تعاطفوا مع ضحايا غزّة، وخرجوا في تظاهراتٍ تصدّت لها في الغالب قوّات الشرطة، وأوسعتها ضربًا وفرّقت جمعها.

 

 

 

إذا كان هذا الوضع القائم اللحظة في غزّة التي يموت أهلها ليس بالقصف بالطيران والدبابات، والمدفعية والرصاص، وإعتداءات قطعان المستوطنين، ولكن بالحصار، لدرجة المجاعة، والعطش، وإنعدام الدواء مع تدمير المشافي وإنقطاع الكهرباء، وويلات الحرب تصبُّ فوق الرؤوس العذاب صبًّا.

 

 

 

فما هي خيارات الأمّة العربية والإسلامية المتاحة حاليًا ؟؟؟؟

الجامعة العربية، في صورتها الحالية وسمتها التقليدية ضعيفةٌ لا تكادُ تملك حيلةً؛ فقد زهد فيها كثير من روادها رؤساء الدول ولم يلبّوا حتى دعوتها للإنعقاد، ومن أتى منهم جاء على عجلٍ ينظر في ساعته قلقًا، أكثر مما يدقّق في الأوراق والتقارير، والصور أمامه،

 

 

 

 

وإذا أصدرت الجامعة العربية قرارات، وتوصيات، فلا سبيل لتحقيق شيء منها، ولذلك تعاني متلازمة ( *مفقود الثقّة* ) بين الدول الأعضاء، وبين أنظمة الحكم، بل وبين الحكام أنفسهم، ولذلك يبقى خيار الجامعة العربية بالتدخّل لإنقاذ قطاع غزة من الإبادة الجماعية، بالتدخّل عسكريًا غير واردٍ البتّة،

 

 

 

 

وحتى الخيارات الأدنى مثل المقاطعة الدبلوماسية بالنسبة للدول ذات العلاقة مع الكيان ( *مصر* ، *الأردن* ، *الإمارات* ، *المغرب* ) أو تشديد الحصار برًّا، بحرًا وجوًّا، والحصار التجاريّ، بإشتراك كل الدول بهذا الإجراء حتى تخضع إسرائيل وتتراجع عن عدوانها، وهذه الخيارات مع إمكانية تنفيذها،

 

 

 

 

لكنّها أيضا غير واردة في ظل هذه الظروف الحاكمة، والهيمنة الأمريكية بكل صلفها ووقاحتها في ظل حُكم ترامب، الذي أكّد وقوف أمريكا مع الربيبة إسرائيل حتى آخر جنديّ أمريكي، الأمر الذي جعل ( *الأمّة* ) في حالة عجزٍ تام، وشلل كامل، وخوف من الوقوع تحت طائلة الغضب الامريكي.

 

 

 

 

الموقف التركي بإعتبارها الأكبر إسلاميًا، والأقدر من حيثُ التأثير والقوّة العسكرية، والإقتصادية، والعلاقات، ولكنّها تحسب بدقة، كل خطواتها، وتتجنب الصدام مع إسرائيل لأنه يعني الصدام مع أمريكا وكذلك عضوية الحلف الأطلسي، ويبقى فقط عندها ( *اللسان* ) إذ تكيل من حشف الغضب، والتصريحات ما لا يؤثر على الكيّان، ولا ينفع المنتهكين في غزّة.

 

 

 

 

أما بقية الأحرار من دول العالم فبعضها يُبدي التعاطف جهرًا وينتقد الكيان، ويشتكيه للمنظات الدولية ( *محكمة العدل* ،، *المحكمة الجنائية الدولية* ) ولكن يبقى أثر ذلك مرهونًا بقدرة هذه المنظات المشكي إليها، على إقامة عدل، أو رد مظالم، فهي أعجز من أن تفعل ذلك، وبالتالي لا قيمة عملية لهذه الإجراءات، ولكنها خلاص للضمير الإنساني ، وإبراء الذمة كما يفعل الإتحاد العام لعلماء المسلمين ، دون أن يجيبه أحد منهم .

 

 

 

نعم هذا هو بالتقريب المشهد الماثل الآن في غزّة، بكُل وحشيته، وإجرامه الصهيونيّ، ورغبته المعلنة بتصفية القضية الفلسطينية تمامًا وذلك بإبادة سُكّان القطاع، البالغ تعدادهم نحوًا من مليوني نسمة، وإجبار من عاش منهم على الهجرة خارج أرض فلسطين ( *سيناء* ، *الأردن* ، *السودان* ، *الصومال* ، *السعودية* ) كلها وردت على ألسنة الوكالات،

 

 

 

بل لا يجد الرئيس الأمريكي ترامب حرجًا في إبداء رغبته التجاريّة في إستثمار أرض قطاع غزّة ليجعل منها ( *ريفيرا الشرق الأوسط* ) بعد إخلائها من أهلها الفلسطينيين.

 

 

 

 

إذًا لم يتبقَ غير خيار الصمود ، والمواجهة برغم فوارق معادلات القوّة، ولكن القسّام فرضت واقعًا ومعادلات عسكريّة نوعيّة جديدة؛ لأنها دخلت هذه المواجهة وهي تعلم هذه الحقائق تمام العلم.

 

 

 

وإستلهام روح الجهاد، وإستمطار النصر من الله القويّ الجبّار، يسحقق المفاجآت وما ذلك على الله بعزيز.

ولعلّه لنا في ما جرى في السودان عبرات بأن جمعون القوة، وحشد السلاح لن يطغى على أقدار الله من بيده النصر.

 

 

 

 

وأهل ( *عسقلان* ،، *غزة* ) موعودون بذلك.

وخيار آخر وأخير، لو أن الحدود المحيطة بالكيان فُتحت تحت أي ظرفٍ من الظروف عندها سيعلم الذين ظلموا من ( *يهود* ) أي منقلب ينقلبون.

والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.