عاجل نيوز
قبل أيام محدودة راج خبراً مفاده أن هنالك قمة رباعية ستعقد بالقاهرة بشأن السودان تضم مصر السودان الامارات إثيوبيا. كيف ذلك الله اعلم لكن لا بعيد في عالم السياسة والتناقضات وما اكثرها عندما يكون المعروض هو السودان والحرب التي تنتاشه والممولين الكثر والطامعين القدامى والجدد..
وبعيدا عن صدقية هذا الذي ورد والأطراف التى دفعت به فى هذا التوقيت والإشارة غير البعيده للمكالمة الهاتفية بين البرهان محمد بن زايد وزيارة ابي احمد الأخيرة إلى بورتسودان. ودعوة امريكا (للجيش والتمرد ) بالتفاوض في جنيف الثانية على شاكلة المنامة ٢ برعاية سويسرية سعودية أعان الله السودان وصرف عنه كل للواء امريكا ورباعيته القديمة والجديدة …
إلى أن ثمه ملاحظات موضوعية لابد من الإشارة إليها..
لابد من الاخذ فى الاعتبار التبعات المهوله والمدمره لهذه الحرب بشريا وماديا واسقاطاتها العظيمة على شعبنا وجيشنا وامننا القومي وما كشفته من ثغرات واعداء …
وتدابير استثنائية عاجلة ولازمة تحتاجها البلاد لا يمكن معها أن يتصور عقد قمة على هذا النحو المتسارع وعلى رؤوس الاشهاد دون ( تجمع مطامع الآمارات وتناقضات سد النهضة ) لابد لها من تحضير جيد وسرية كاملة تأخذ بمخلفات هذه الحرب التى ستمتد اثارها إلى عقود حتى وان جرت المعالجة بعيدة النجعة والأمل ..
هذا الافراط فى التفاءل هو محض تفكير رغبوى لاطراف ظلت تتبارى فى الاضرار بالسودان ومصالح شعبه وتعقد المنتديات واللقاءات فى العواصم الإقليمية دون تأثير في واقعنا او اعتداد بمخرجاتها.
وما بين المنامة وجوبا وجنيف وربما جيبوتي وبالامس القاهرة واديس لا ندرى من وراء هذه الكلفة والحصاد الصفري ثم نصبح إلى منبر اخر ولقاء جديد .
لا شك أن القيادة السودانية وهى التى تطأ جمر كل ذلك حربا وتردى اقتصادي وهدر للبنيات التحيتية والمنشآت والموارد وفقد عظيم للانفس والثمرات.
لا شك انها تدرك حجم المؤامرة الخارجية واللوبيهات التى تعمل بمسميات مختلفة تتبدل الرباعية وتتوارى المنظومات الإقليمية والاتحاد الافريقي والايغاد وتنشط الدوائر الغربية والأمريكية وتدخل الأمم المتحدة على الخط والغائب الأكبر هو الإرادة السودانية وخيارات الداخل والأجندة الوطنية.
الرباعية الجديدة القديمة المعلنه تغيب منبر جدة الذي بعض اطرافه أمريكا وتغيب الرباعية الأولى التى بعض أطرافها بريطانيا وتدعو لثلاثي إلى جانب السودان زاوية اضلاعه هى الامارات.
مظهرا ومخبرا الأمر الذي يدلل على حاجه هؤلاء جميعا إلى مطبخ يتجاوز كل ذلك إلى إرادة جديدة ورباعية قديمة وخيال يتسع ويضيق بالاهداف والمحددات وتجارب مريرة كيف يقبلها البرهان وهي تبتغي راسه ومدن تتساقط وقرى تسلب ودائرة التمرد تتسع حتى وهو قد فقد كل قواعده الصلبه وإمكاناته التي دشن بها الحرب.
كل ذلك يقال ان غايته السودان ولا ندرى أين هي مليشيا التمرد من بين الحل الذي يراد واين تقع تقدم قحت واين هى خيارات الميدان العسكري الذي ينفتح ويضيق بارادات عجزت أن توقف الحرب وتاتى بالسلام .
لكنها لا تعجز فى الصمت وعدم الادانة لما جري ويجري جربت كل تفاوض ومنبر حتى الامم المتحدة والحارث ..كل ذلك لم ولن يحبس دعم المواطن السودانى لجيشه ولم توقف هرطقاتهم المقاومة الشعبية والمستنفرين .
.ولم تقرا هذه المنابر المتعددة واقع الداخل الذي يفرض نفسه على ما يعكس عنه من ضعف وشتات إلا انه قوى بارادة الشعب الذي أعطي ولم يستبقى شيئا إلا كرامته .
كل ذلك يقودنى أن اعمل التقدير الواقعى لمنطق الأشياء وأركان المعادلة التى نتوقع لها أن تأتى بسلام ينشده اهل السودان وجيشه ومقاومته والذين تسعى مثل هذه المبادرات المفخخه بقيادة الرباعية القديمة الجديدة.
أن تعمق من جراحهم وتزيد من هواجسهم ومخاوفهم على مستقبل وطنهم وهى ملئ بالمخاطر والمخاوف وتحمل النذر فى طياتها ويقينى انها بعض بالونة اختبار لصبر جيشنا وامتنا على فداحة هذا الابتلاء الذي انقضت وتلاشت ركائزه الأساسية وقواه الصلبه.
وبات النصر قريبا من بين ايدي جيشنا ومقاومتنا لذلك نرى مثل هذه الانعطافات تدفع بها هذه الأطراف المعادية لبلادنا وامننا القومى .
وتريد لنا ان لا نبارح سجال الحرب والسلام ومتاهاته التي تريد لها امريكا بمقترحها الاخير من جنيف الثانية بين (الحارث والعمامرة) ان نستسلم وسجال امريكا وانتخاباتها يريد لبلادنا ان تكون وقوده ورماده وخادمه بلد كان اسمها السودان ، هل تدرك ذلك يا فخامة الرئيس برهان؟!