عاجل نيوز
عاجل نيوز

لواء ركن ( م ) د . يونس محمود | الغضب العربي ،، ثم ماذا؟؟

عاجل نيوز

 

 

 

 

 

 

 

 

مضى وقتٌ طويل على حالة السكون أو قل الكمون العربي تجاه القضية الأصل في صلب قضاياه وهي فلسطين المحتلة ، التي تناوب على خذلانها جيلان من القادة العرب والمسلمون،

 

 

 

 

 

أمضوا فترات حكمهم في مفاوضات عقيمة، بينما الكيان الصهيوني ينقص أرض فلسطين من أطرافها حتى لم يبقَ فيها غير الضفة وغزة ما لا يتجاوز ( 15% ) من جملة أرض فلسطين البالغة نحوا من ( 27000 كلم ) وما يزال الكيان الصهيوني يطمع في المزيد،

 

 

 

 

 

 

ولأن بقيّة المساحة التى يحاصر فيها أهل الحق لم تعد تسعهم جاءت فكرة التهجير المرحلة الثانية والقاضية لإخلاء فلسطين من أهلها، وإجبارهم بالحرب والتدمير التام، على قبول البدائل المقترحة في الأردن وصحراء سيناء في مصر.

 

 

 

 

 

وقد أعلن ذلك الرئيس المتهور ترامب متبنيًا هذه الخطّة خدمةً لليهود كعهد كل الرؤساء الأمركيين،

 

 

 

 

ولكن تميّز عليهم ترامب بجرأته ووقاحته وعدم إحترام القادة العرب حيثُ هم دائمًا في كلامه محل للسخرية والتندر والإستخفاف،

 

 

 

 

ولذلك ملأ الفضاء بالتصريحات الغريبة والوعود الكاذبة بأنه سيُجبر أهل قطاع غزة على المغادرة،

 

 

 

 

وسيُلزم مصر والأردن على الرضوخ لأمره وإستقبالهم كمواطنين، ومن بعدها سيعمل على إستثمار القطاع عقاريًا حتى ( دون أن يشتريه ) كما قال،

 

 

 

 

وسيجعل منه أكبر مركز تجاري في المنطقة، دون أن يخطر له أن لهذه الأرض مُلاك تاريخيون، وهي موطنهم ومثوى آبائهم.

 

 

 

 

هنا وربما لأول مرة تلاقت مواقف الشعوب العربية الرافضة لهذا الكيان وسياساته، ومواقف القيادات،

 

 

 

 

ففي المملكة العربية السعودية فك عقال الإعلام المتحفّظ وانطلق يسلق الصهاينة بلسان حديد، ويفضح مواقفهم، ويُعلن الرفض البات لمشروعات التهجير الأمريكية لأهل فلسطين،

 

 

 

 

الأمر الذي باعد ما بين الكيان ورغبته الجامحة في ضم السعودية للحلف الإبراهيمي، الذي يدجن القيادات السياسية ويعزل الدول عزلاً تامًا عن القضية الفلسطينية التي يسعى إلى تجاوزها تمامًا، برغم القوانين الدولية، والقرارات الأممية،

 

 

 

 

 

لأنه في عصر القوة المطلقة بالدعم والإسناد الأمريكي، الأوروبي، دون التقيّد بقانون أو مراعاة لحقوق، فقط الرغبة الصهيونية في تحقيق الحلم اليهودي والوعد التوراتي ( أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات ) .

 

 

 

 

 

واللافت عندما علّق الكيان على الموقف السعودي ، قال إن السعودية فيها صحراء واسعة، ويمكنها أخذ أهل غزة إذا أرادت، في تعدٍ سافر، ووقاحة غير مسبوقة في التعاطي مع دول في وزن المملكة السعودية.

 

 

 

 

أما مصر وإعلامها وشعبها فقد وقفت موقفًا موحدًا ( حتى المعارضين المصريين في الخارج ) توحدوا جميعًا في موقف وطني مشرّف، شريطة ألا تتنازل الرئاسة المصرية مثل ما فعل العاهل الأردني،

 

 

 

 

 

الذي سبقت زيارته إلى البيت الأبيض سبقتها تصريحات نارية، حتى قالت الخارجية إن الأردن مستعد للحرب،

 

 

 

 

 

ولكن و ( يا للخيبة ) عندما ظهر الملك عبد الله في حضرة النرجسي ترامب وهو يستدفئ بنار الحطب في الدفاية من ورائه، يُغمض عينيه في وتيرة لافتة للإنتباه،

 

 

 

 

لم يفتح الله عليه بكلمة، بينما ترامب يرغي ويزبد في حالة ( إسهال كلامي ) يتحدث بالإنابة عن الملك المستسلم بجواره ويعدد عطايا أمريكا ومنحها ومساعداتها،

 

 

 

 

وأن أمريكا لا تهدد بقطع هذه المساعدات وغيرها من كلمات التعريض الفجّة،

 

 

 

 

واستمرأ ترامب صمت الملك وعجزه عن توضيح موقف الأردن، الذي علّقه الأردن على رقبة مصر والسعودية،

 

 

 

 

 

ربما في قرارات قمة الرياض المرتقبة، غير أن الرأي العام العربي يريد أن يعرف موقف الأردن في سانحة قد لا تتكرّر قريبًا،

 

 

 

وهي مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب وقضية تهجير الفلسطينيين هى الأعلى تداولاً على منصات الإعلام.

 

 

 

نعم لا يدري أحد ما دار بين ترامب والملك الأردني في خلوتهما، بماذا أغراه، وبماذا هدّده، وكله متوفر عند ترامب، الذي لا يبالي ( قلبه في لسانه ) كما يقولون فربما ضغط الرجل صاحب الدين على الملك ( وسيد الدين سيدك ) وكان عند الملك أكثر من ورقة يرفعها في وجه أمريكا وهي الإتفاقات المعقودة مع الكيان الصهيوني،

 

 

 

 

 

إتفاقية السلام وادي عربة، وإتفاقية المياه، وإتفاقية الغاز، وكلها حيويّة للكيان الصهيوني، وما دامت القوانين والإتفاقات والقرارات الأممية غير ملزمة للكيان فما الذي يجعلها أي الإتفاقيات ملزمة للجانب الأردني،

 

 

 

 

حيثُ تبقى المساعدات الأمريكية ثمن مستحق لهذه المزايا والخدمات التى يتمتع بها الكيان الإسرائيلي بسبب موقف الأردن.

 

 

 

هذه البداية في التراجع الأردني ، والتصريحات المخالفة للموقف المعلن قد تكون مضرة بشكل خطير على مجمل الموقف العربي الذي تتبناه المملكة العربية السعودية التي عادت بقوة إلى ( صدارة الدوري ) بعدد النقاط التي أحرزتها في هذا المضمار الفلسطيني الساخن.

 

 

 

 

كل الرجاءات الشعبية على مستوى العالم العربي والإسلامي تتمنى موقفًا قويًا من قياداتها، وهي أي الشعوب جاهزة لدفع الفاتورة، فاتورة الشرف والدفاع عن الحق التاريخي،

 

 

 

 

 

وعندها ستتغير الموازين بلا شك، فالكيان الإسرائيلي الآن في أضعف حالاته العسكرية والسياسية والإجتماعية، توشك أن تأخذه وعود الجبار بأن وعد الآخرة قد آن أونه.

 

 

 

 

 

فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا .

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.