عاجل نيوز
يستمتع شعب السودان ( *عدا القحاطة* ) بالأخبار المتواترة عن متحرّكات الجيش ومحاور القتال والأنباء السارة بالإنتصارات الباهرة، والمكاسب الكبيرة التي تحقّقت من هذه الأعمال التعرضية الواسعة التي جمعت فأوعت كل مظآن ومخابئ الجنجويد وتمركزاتهم.
إذ حملت الأنباء البشريات من متحرّك الصيّاد المسمى والموسوم على إسم الشهيد الملازم أول محمد عبد الله بدوي الصيّاد الذي استشهد بتاريخ ١٥ أبريل عام ٢٠٢٣م وذلك استدراكًا وتصحيحًا لمعلومة وردت في مقال لنا سابق بأن مدلول الإسم الصيّاد مأخوذ من معنى ( الصيد )
فمعذرة، ولكن يبقى مدول الإسم يفيد ذات المعنى، والمتحرّك المفترس ( *يخمش* ) جماعات الجنجويد المذعورة، الهاربة كقطعان النعام في بوادي كردفان، تسابق الريح، وتطلب النجاة، وتفك رقابها من إلتزامات آل دقلو.
فالمتحرك الذي إبتدأ من مدينة تندلتي مرورًا بأم روابة، والرهد، والأُبيض واحتفى به المواطنون حفاوةً تليق بهم والمُحتفى به، في مشاهد التلاحم، والفرح تعبيرًا عن حالهم بعدما أذاقهم الأوباش الويلات،
وكذلك وصلت مسيرة الرُعب إلى كل موقع به جنجويد، إذ تؤكّد الأخبار هروبهم من أبو زبد، والسنوط، والفولة، وما بين هذه المدن والمواقع من قُرى وفرقان، وإتجهوا جنوبًا لواذًا وإستعصامًا بجبال كاودا عسى أن تعصمهم من الطوفان .
ومحور متحرّك تماسيح النيل الأبيض الذي ترك القطينة خلفه بعدما طهّرها من رجس الشتات، وإستلم مخزنًا ضخمًا من الأسلحة والذخائر النوعية، والصواريخ وفي طريقه للخرطوم ضمّ في جناحه مناطق ود الهبيل، والكريل وبإيقاع التحرّك يكون الآن في جبل أولياء بحول الله.
أما محور البُطانة المكوّن من لواء النخبة، ودِرع السودان والعمل الخاص فقد سابق التوقّعات وتجاوز حسابات العادّين ، ووصل إلى سوبا، وفكّ عُقدة التاريخ من أيدي من لا تاريخ لهم، وكأنّ آثار البنايات التاريخية ونفس الحضارات الثاوية تحت أطباق الثرى إستراحت من وطأة هذه الكائنات الغريبة على حقب البشرية، لأنّ لكل أمة من الناس ميراث من الكسب وأثر في الحياة، وذكريات تخلّدها، الصِنعة والمعمار،
والمخترعات، وأساليب الحياة، غير هذا ( *الكرور من الجنجويد* ) ليس لهم عهد ولا سابقة خير على طول الحياة وعرضها غير خناجر الغدر يغرسونها في خاصرة من إستضافهم أو أحسن إليهم.
إنّ مشهد جُندنا الغالبون بإذن ربّهم وهم في الجسر العظيم الذي بنته أيادي العظماء من حُكّام السودان لهو مشهدٌ يردّ الروح، كما يردّها ( *شم الوليد* ) أو أوبة الحبيب البعيد.
وللمحاور في وسط الخرطوم وجنوب أم درمان، فتوحات في مغاليق حصون الجنجويد المحروسة بالقناصة المرتزقة، ولكنّهم تداعوا هاربين، مفزوعين مما لقوه من بأسِ الرجال ، ولم ينتظروا ( *المرتبات الدولارية* ) فكانت ميتة وخراب ديار لآل دقلو المجرمين، وبالتأكيد عودة مناطق كُبري الحرية،
وما يليها تجاه وسط الخرطوم إلى القصر الجمهوري، حيثُ الموعد المضروب المتوقّع سماعه في أي لحظة، وستكون من أسعد لحظات يوميات الحرب، ونتائج القتال؛ لِما للقصر من رمزية، وموقع، يُعزف فيه السلام الجمهوري، إيذانًا بخواتيم المعركة التي نُشرت رايات نصرها الآن بحمد الله على ربوع السودان،
وتلك هي المُدن التي كانت بالأمس نازفة، لا تجد فسحة من الوقت تدفن فيها ضحاياها الأبرياء الذين قتلهم عربان الشتات المجرمون، بغيّة ( *المال والذهب* ) الذي إغتصبوه بأبشع الطرق وأحطّ الوسائل، إذ تُصوّر المقاطع كيف أنّهم يبتزون الأسر بتصوير أحبائهم تحت سِياط الضرب والعذاب والإهانات، ويطلبون منهم تحويل مبالغ مالية طائلة.
إنّ محاور متحرّكات الجيش وكل قوات الإسناد في معيّته لهي في وعي الشعب السوداني، شكرٌ مذكور، ووفاءٌ مذخور، وعُرفانٌ لا يُنسى، ووعدٌ بردّ الدين، توقيرًا وإحترامًا ودعاءًا خالصًا، وشرفًا بالإنتماء .
والتمنّي على الله القويّ الجبّار أن يكسر ظهر الجنجويد، ومن والاهم ومن تولّاهم، ومن أعانهم، ومن مشى في ركابهم، ومن سكت عن الحق وامتنع عن إدانتهم.
جعل الله محاور المتحرّكات هذه، محاور من حديد، يُوقد عليها بنارِ غضب الأحرار الموجوعين، حتى تبيّض، ثم يُوقد عليها بنفس المُغتصبات الحانق حتى تحمّر، ثم يُوقد عليها بغصص الرجال الممتهنين، حتى تسوّد، ثم تُكوى بها جباه الجنجويد ونواصيهم الكاذبة الخاطئة، ثم تُكوى بها جنوبهم النجسة، الممتلئة بالسُحت، ثم تُكوى ظهورهم المثقلة بالأوزار، التي حملت الويلات، والشؤم لبلد كان آمنًا مطمئنًا قبل مقدمهم الكئيب.
الدعوات تزف مواكب الأبطال أينما توجهوا،
والأفراح ترفرف على كل دارٍ مرّوا بها ونشروا ألوية العزِ والأمن والسلام، فعزاؤنا أنّ يوم القصاص قد جاء، لنحيا حياةً مستقرة الحال متوازنة الشعور.
( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. )