عاجل نيوز
تلك خلاصة الخطاب المرتجف ، الفارغ ، المشتكل حتى على قائله ، وهو يحاول تدعيمه ببعض الأمثال حى يبدو مستساغا ، وتقبله آذان السامعين ، ويلفت انتباههم ،
فلم يجد تاجر الحمير مثلا أقرب اليه من ( افرزو البيض من الحميض ) لأن الحميض هو طعام الحمير المفضل لما به من حموضه ،
أما تفسير المثل وتقريب معناه ( لا تخلطو المنتج مع غير المنتج ) فالبيض يفقس السواسيو ، أما الحميض الذي يشبهه فلا ينتج شيئا ، وعلى الاشاوذ مراعاة ذلك مستقبلا ،
الخطاب خال من اي فهم وادراك لما يدور ، ولا تطورات الموقف ، وإنما هو سب ولعن لخصم متوهم ما نعته بالحركة الشيطانية ، ووعيده بالعودة للخرطوم ، والثمانية عشر ولاية كلها ستخضع وتدين ( للبعاتي )
الذي لم يلاحظ أنه زاد المحلبية شديد ، وصدى خطابه السابق ما يزال يتردد ، ( ما تفتكروا الخرطوم دي انحن بنطلع منها ،
والقصر ما بنمرق منو ) وفي غضون اسبوع أُكره على الخروج المذل ، هرب وهو وأشاوذه ، وتركوا أطنان من الأسلحة والذخائر ، والأجهزة والمعدات ، والعربات ، والمدرعات ،
وحتى المدافع ذاتية الحركة ، وصناديق الطائرات المسيرة ، كلها تركتموها وراء ظهوركم ، وعردتم راجلين ، فكيف تتوعد وأنت مهزوم ، مشرد ، مع العلم أن الرجال الذين أذاقوك الهزيمة ، ما يزالون على الثغور ، وفي كامل الجاهزية ،
وأتم الإستعداد ، ومعهم الشعب السوداني ( عدا اتباعك القحاطة ) الذين أوردوك الردى ، وأخرجوك من العز الذي كنت فيه الى مجرم حرب ملاحق .
والقضية عندكم أصبحت كلها حميض ، لا تُفرخ اي سوسيو ، ولا مستقبل لها ، أما الحميض فقد ينفعكم في علف الدواب خاصة بعد تجفيفه .
على كل عاقل من الجنجويد أن ينجو بنفسه الآن ، فهذا البعاتي وبرغم هلاك مئات الآلاف منكم ، يرغب في اهلاك المزيد منكم في سبيل ارضاء جنونه ، ودفع فواتير مخدميه ، والباب لم يوصد بعد ، فقد ذكر السيد الرئيس بالأمس في خطابه القوي ، الضافي ، ذكر أن من أراد منكم الاياب لحضن الوطن فإن الباب مفتوح .
والعاقل منكم يقدر كيف كان حالكم في الدعم السريع ، وكيف هو الان ، هذا البعاتي لا يملك الآن إلا لسانه البذيئ ، وأسيته الشخصية على ما ضاع منه من مجد ، وعز ، ومال ، وسلطة ، وجاه ، ولا سبيل لارجاع عقارب الساعة للوراء أبدا ، اتركوه في جنونه ، وأوهامه ، وخلصوا أنفسكم من جوره وبطشه .
وكل عام وعيدك حميض يا بعاتي
عزز الله نصر الجيش العظيم
وكل عام وأهل السودان بالف خير ( عدا القحاطة )