عاجل نيوز
عاجل نيوز

لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود | جنون عبدالرحيم دقلو

عاجل نيوز

 

 

 

 

 

 

 

صحيح أن الهزيمة كانت مُنكرة والخروج مُهين ومشهد ( *العريييد* ) مُذل، والخسارة لا تعوض، والكسر لا ولن يُجبر، ولكن لا بُد للجنجويد المهزومين من حيلةٍ تبريرية،

 

 

 

 

ودعاية لحفظ ما تبقى من نثار هدف الحرب، ولذلك خرج مستشاروهم بشتى الحجج، منهم من قال إنها إتفاق بينهم وبين الجيش إقتضى الخروج مقابل مكاسب أخرى،

 

 

 

 

ومنهم من ذكر أنها مجرد إعادة تموضع إقتضتها أوضاع ميدانية، غير أنهم كبيرهم ( *البعاتي* ) إعترف بالهزيمة والخروج من الخرطوم والولايات الوسطى لكنّه أكّد على حتمية العودة لها.

 

 

 

 

هذا التناقض في التصريحات ترك ظلالاً من التوتّر والقلق لدى عضوية الجنجويد المقاتلة، وحواضنهم الإجتماعية، وداعميهم السياسيين، وخرجت إلى الملأ الإدانات، والإمتعاضات،

 

 

 

وتحميل القيادة وزر ما جرى، وسجّلت الكاميرات سوء أحوالهم في العراء المفتوح، بعدما غادروا العمارات والمكيّفات، والأسِرّة الوثيرة التي إغتصبوها من أهلها.

 

 

 

 

بالأمس ظهر ( *سيد الطاحونة* ) المدعو عبد الرحيم دقلو، وهو يخاطب ( *فلول المعردين* ) ويحاول ممارسة الخداع عليهم، وإعادة ملئهم من جديد بتعبئةٍ عنصرية يحرّك فيهم كوامن الشر،

 

 

 

ويُحيي عندهم غريزة الإفتراس حتى يعمل على التعويض لما فقده هو من رغدِ عيشٍ ولّى بلا رجعة، وعزٍ وجاه ذرته الرياح كرماد في يوم عاصف، ولما فقده الأعوان، والمومولون، والخبراء، والساسة، وكُل ( *الهلم* ) من وراء مشروع هدم دولة 56 وإنشاء مملكة آل دقلو في مكانها.

 

 

 

 

عبد الرحيم إختار أهدافه بعناية، بعدما إعترف بأن ميدان معركته السابق الممتد من الخرطوم شمالاً وإلى النيل الأزرق جنوبًا كان خطأ، وحربه لمدة عامين كاملين قُتل فيهما مئات الآلاف من الأبرياء، وشرّد الملايين، وهدم كل أعمدة الدولة، وهلك من جنوده من هلك، كلها كانت خطأ.

 

 

 

 

والصحيح ( *الجديد* ) عند الهطلة عبد الرحيم هو ( *الشمالية* ) وهذا تلخيص لمآرب ورغبات ظلّت تراودهم، وهَمٌّ يقضُّ مضاجعهم منذ وقت طويل،

 

 

 

 

ونوايا سيئة إنطوت عليها أنفسهم أبت إلا أن تتبدى مهما حاولوا مداراتها من قبل، وهي شقوة نزع قبلي مقيت، وكراهية ومقت يربض كالسُّم في جوف الأفاعي، إذ ظلّوا يتربصون بالشمالية ويفتأون يذكرون مروي،

 

 

 

الدبّة، شندي، عطبرة، دُنقلا، كأنّ بينهم وهذي المدائن الجميلة المسالمة صاحبة الأيادي البيضاء على عموم السودان، ودارفور خاصةً، ولذلك يراود عبد الرحيم دقلو فلوله المهزومين بأماني وأحلام جديدة، وفتوحات جديدة، فهم قد ذاقوا طعم

 

 

 

المُدن في الولايات الوسطى، وجرّدوها من ممتلكاتها، وأفرغوا حقدهم في مواطنيها، إلا تلك المُدن في الشمالية إستعصت عليهم، وعزّ وصالها، ولذلك يجدون منها هذه الموجدة، ويتوعّدونها هذا الوعيد ( *الفارغ* )،

 

 

 

فكم هي وعود عبد الرحيم دقلو المخلوفة منذ إحتفال قاعة الصداقة مع القحّاطة يوم قال قولته المنكرة لرئيسه البرهان ( *سلّموا السُلطة بدون لف ولا دوران* ) ولم يسلّمهم أحد السُلطة.

 

 

 

 

وبعد الحرب ظلّ محاصرًا للبرهان في القيادة ويردّد ( *حنسلّمك للقائد مكلبش* )

وإنتظر ثلاثة أشهر ونصفٍ وخرج البرهان من تحته، وأهال على رأسه التراب.

 

 

 

 

وتوعّد عبد الرحيم أهل الفاشر قبل أشهر وأمهلهم 48 ساعة ليستسلموا له، ولم يستسلم أحد، وما تزال الفاشر صامدةً في وجه التتار.

 

 

 

 

وعلى ذات القياس يأتي وعيده الولايات الشمالية بالإجتياح ( *فأبشر بطول سلامة يا مربع* ) لأن من خرج هكذا مهزومًا وخلّف وراءه ما شاهده العالم من سلاح وعتاد، لن يقاتل من جديد،

 

 

 

 

وأخشى أن يكون فات على عبد الرحيم الهطلة أن ذات الفرسان الذين أذاقوكم الهزيمة ما يزالون في الميدان، بل هُم من سيأتي إليك في عقر دارك بحول الله، وهذا هو خطّ العمليات المُعلن من قيادة القوات المسلحة.

 

 

 

 

وبالتأكيد مثل هذا الشحن الزائد لعناصر إعتراها الضعف ونخر في عظمها الفساد، وغشيها محق البركة، لأكلهم السحت، والمال المسروق وقتل الأبرياء، لن تقوم لهم قائمة بحول الله تعالى،

 

 

 

وسيبقى آل دقلو النحس الذي قاد مئات الآلاف إلى حتوفهم من أجل إرضاء غرور سُلطة ومشروع عمالة لن تقوم له قائمةٌ في أرض السودان، وشعبه.

 

 

 

 

فيا هؤلاء، إتعظوا بمن سبقكم إلى الهلاك، فأمثال عبد الرحيم لا يملكون فكرًا يرود شعبًا، ولا ثقافة تحتوي أمّة، ولا حكمة تقي نازلة، ولا وقارًا يستوجب الإحترام، إنهم مجرد ظواهر عابرة ، وأورام طغت على جسم الوطن لما فقد مناعته في عهد مظالم ( *القحّاطة* )

 

 

 

فلا تتبعوا هواه فيهوي بكم إلى قعر جهنم.

أمّا الشمالية وبقيّة ولايات الوسط، فهي أبعد منالاً، وأعصى مركبًا، وأصعب مرتقى، وأوعر دروبًا.

والميدان فيصلٌ بيننا وبينكم.

 

 

 

والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.